أعلنت هيئة النزاهة الاتحادية، اليوم الاربعاء، عن ابرام مذكرة تفاهم مع لجنة الرقابة الصينية في مجال مكافحة الفساد وملاحقة المطلوبين واسترداد الأصول.
وقال رئيس هيئة النزاهة القاضي حيدر حنون في بيان تابعه المسرى ، إنه “من المبادئ المُهمَّة لتنظيف المُؤسَّسات من أدران الفساد دعم وتقوية الأجهزة الرقابيَّة وتمكينها من محاربة هذه الآفة”، لافتاً إلى أنَّ “حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وضعت مكافحة الفساد في أولوياتها؛ لادركها أنَّ الفساد هو أخطر العوامل الطاردة للاستثمار”.
وأشار حنون، خلال حفل إبرام مُذكَّرة التفاهم بين هيئة النزاهة العراقيَّة واللجنة الوطنيَّة للرقابة الصينيَّة، إلى أنَّ “الاتفاقيات وإبرام مُذكَّرات التفاهم بين العراق والصين مُهمٌّ جداً، لا سيما أنَّ الجانب الصينيَّ يستثمر في عدَّة قطاعاتٍ في العراق وتحتاج شركاته البيئة الآمنة للاستثمار الخالية من الابتزاز والرشى”، مؤكداً “دعم الحكومة العراقيَّة للانفتاح على المُؤسَّسات الصينيَّة لإدراجه ضمن سياسات الدولة المنفتحة على الصين والحاثة على عقد تفاهماتٍ معها، لا سيما في الشقّ الاقتصاديّ”.
وتابع، أن “الهيئة بحاجة لخبرات اللجنة الوطنيَّة للرقابة الصينيَّة، والإفادة من تجربتها في مجال مكافحة الفساد وتدعيم وتعزيز خبرات مُوظَّفي الهيئة، ودعم جمهوريَّة العراق في خطواتها الجادة للتحوُّل الرقميِّ عبر تدريب ملاكات الأجهزة الرقابيَّة العراقيَّة، وتطوير خبراتهم في هذا الميدان”، مُبيّناً “أهميَّة التعاون وتنسيق المواقف في المحافل الدوليَّة، لا سيما في مجال استرداد الأموال وتسليم المطلوبين”.
من جانبه، دعا نائب اللجنة الوطنيَّة للرقابة الصينيَّة فو كوي الجانب العراقيّ الى “العمل معاً في المُساهمة بمبادرة الحزام والطريق (طريق الحرير)، والحرص على توفير بيئةٍ شفَّافةٍ ونظيفةٍ للعمل، ومحاولة المواءمة بين مبادرة الحزام وطريق التنمية”، مُنوّهاً بأنَّ “العلاقة بين الصين والعراق استراتيجيَّـة وهي في تطوُّرٍ مُستمر، مثنياً على مخرجات القمة التي جمعت القيادتين الصينيَّة والعراقيَّة على هامش مؤتمر الشراكة العربيَّة الصينيَّة”.
وأكد فو كوي أنَّ “الصين تحرص على تطبيق التفاهمات التي توصل إليها الرئيس (شي جين بينغ) مع رئيس الوزراء (محمد شياع السوداني)، وتعميق مستوى العلاقة والشراكة بين البلدين”، مُتمنّياً أن “يسهم التعاون بين النزاهة العراقيَّة واللجنة الوطنيَّة للرقابة الصينيَّة في تمكينهما من ضرب الفاسدين وتحجيم آثار آفة الفساد العابرة للحدود”.
وختتم كلمته “بتقديم عرضٍ لهيئة النزاهة العراقيَّة في إرسال الطلبة للدراسة والإفادة من البرنامج الدراسي التدريبيّ في مجال مكافحة الفساد المقام في الصين”.
ولفت البيان الى أن “مُذكّرة التفاهم بين الطرفين التي وقَّعها عن الجانب العراقي القاضي (حيدر حنون) وعن الجانب الصينيِّ نائب رئيس اللجنة الوطنيَّة للرقابة (فو كوي) تهدف إلى لتوحيد الجهود لتعزيز بنـاء نزاهة “مبادرة الحزام والطريق” التي تتضمَّن الالتزام بمفهوم الانفتاح والتنمية الخضراء والنزاهة، والاشتراك في بناء طريق حريرٍ نظيفٍ على أساس مبادرة بكين لطريق الحرير، وتعزيز التعاون في مجال التنفيذ القضائي، والذي يتضمن توفير المعلومات والمساعدة بشأن قضايا الفساد عبر الحدود الوطنيَّة”.
وبين ان “تنفيذ التعاون العمليّ بين الطرفين بشأن الأشخاص المطلوبين بتهمة الفساد واسترداد الأصول، ضمن حدود صلاحيتهما ووفقاً للتشريعات الوطنيَّة الخاصَّة بكلٍّ منهما”.
وأوضح أن “مُذكَّرة التفاهم ترمي إلى تبادل المعلومات والخبرات التشريعيَّة والأكاديميَّة، والقيام ببناء القدرات عبر عقد ورش العمل والمحاضرات والتدريب حول المواضيع ذات الاهتمام المتبادل، وتعميق التنسيق والتعاون، بما في ذلك التعزيز المشترك للقضايا والمبادرات؛ لتوسيع التوافق بشأن حرمان الفاسدين من الملاذات الآمنة، ضمن أطرٍ مُتعدّدة الأطراف، بما في ذلك اتفاقية الأمم المُتَّحدة لمُكافحة الفساد”.