المسرى ..
تقرير .. وفاء غانم
مابين مرحب ومنتقد استقبل العراقيون الامطار الاخيرة التي هطلت على البلاد والتي تسببت بفيضانات في بعض المحافظات بعد اول رشة مطر بحسب وصف المراقبين , والتي خلفت اضرارا مادية وبشرية كبيرة.
وفي السياق أكدت وزارة الزراعة , في وقت سابق , ان الامطار والسيول التي حصلت مؤخرا في عدد من المدن عززت من أمن العراق الغذائي، رغم الخسائر البشرية والمادية.
وقال مستشار وزير الزراعة مهدي ضمد القيسي، في تصريح صحفي ان “العراق في اواخر ايامه وقبل هطول المطر اعتمد على الخزين المائي الاستراتيجي وهو الاخير الا ان سقوط الامطار وموجة السيول رفعت تلك الازمة والخطر عن البلاد”.
واضاف ان “الامطار التي تسقط تكفي لزراعة محاصيل الحنطة والشعير بواسطة الزراعة الديمية فضلا عن تقليص تركيز ملوحة الارض في بعض المناطق”، مشيرا الى ان “الامطار والسيول امنت وضع العراق الغذائي رغم الخسائر البشرية والمادية”.
زيادة المساحات الزراعية
ولفت القيسي الى ان “الخطة الزراعية الشتوية تعرضت الى التقليص بنسبة 50% الا ان وصول مياه السيول الى السدود والانهار يسهم في زيادة الامال ويعيد افكار الوزارة في زيادة نسب المساحات الزراعية سيما في نينوى وديالى وكركوك وغيرها من المحافظات التي تعتمد على الزراعة الديمية”.
واضطر العراق هذا العام، لتقليل نسبة الزراعة 50 % هذا العام نتيجة للتغير المناخي وندرة المياه من دول المنبع وقلة الأمطار، حيث خرجت نحو 90% من مناطق ديالى ونينوى من الخطة الزراعية.
من جهتها كشفت وزارة الموارد المائية،في وقت سابق ،عن ان موجة الامطار الغزيرة التي هطلت على المحافظات ، هي بداية لنهاية مرحلة الجفاف التي مر بها العراق لثلاثة مواسم متتالية.
و في السياق قال وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني، ان سد الدبس في صلاح الدين يشهد اطلاقات جيدة، وسيتم تحويل الكميات الفائضة من خلال نهر دجلة الى بحيرة الثرثار لخزنها وتعويض النقص الحاصل خلال الجفاف.
لا استفادة فعلية من الامطار
فيما يرى خبراء بأن البلاد لن تستفاد فعليا من السيول بسبب خروج بعض السدود عن الخدمة.
فيما يرى خبراء بالاستراتيجيات والسياسات المائية، بأن العراق لن يستفاد فعليا من السيول وعلى مدار السنوات الطويلة الماضية بسبب خروج بعض السدود عن الخدمة نتيجة الترسبات جراء غياب عمليات الري منذ فترات طويلة.
وبحسب مصادر اعلامية فان في 2018 اُهدرعلى العراق نحو ملياري متر مكعب من المياه في عام 2018، جراء عدم إقامة سدود ومنشآت لتخزين مياه الأمطار الغزيرة والسيول،في ظل غياب طرق التصريف الحديثة كانت كفيلة لتوفير احتياجات محافظات بالكامل لعام على الأقل. فيما بلغت ايرادات العراق الكلية في 2019 من المياه بحدود 100 مليار متر مكعب وهو ما يعادل ثلاثة اضعاف المعدل الطبيعي لايرادات المياه خلال السنوات العشر الماضية.
ورغم الكم الهائل من المياه الا ان غياب الاستراتيجيات المائية والامن الغذائي والاستفادة من المياه جعلت من هذه الوفرة الكبيرة من المياهضياعا وبلا فائدة .بحسب تلك المصادر .
وليلة الجمعة 17 كانون أول 2021 تسبب الفيضانات بوفاة 8 أشخاص بينهم طفل رضيع من جراء الفيضانات والسيول التي اجتاحت مناطق سكنية في أربيل، وكانت أكثر المناطق المتضررة دارتو ومام زاوا وقوشتبة وروشنبيران وغيرها من المناطق.
ويعزو المراقبون مثل هكذا حوادث الى الاهمال والتقصير الواضح في المناطق التي تتضررجراء السيول لان اغلب البيوت تم انشائها تجاوزاً او خطأ من ناحية المكان.
وفي السياق قرر مجلس الوزراء العراقي تخصيص مبلغ ملياري دينار لمواجهة الفيضانات في إقليم كوردستان، كذلك تخصيص 500 مليون دينار لتأمين احتياجات مخيمات النازحين في إقليم كوردستان ونينوى. فيما أعلن محافظ أربيل في مؤتمر صحفي ان “الفيضانات اجتاحت 15 ناحية وقرية، وتسببت بموت 12 شخصاً ولا تزال جثتا اثنين منهم مفقودتين”.
وذكر أن حجم الأضرار المادية الناجمة عن الفيضانات “بلغ نحو 20 الى 21 مليار دينار، وان المياه أغرقت 2509 منازل وأوقعت أضراراً فيها، مشيراً الى ان “الفيضانات تسببت بإضرار 402 منزل، و867 سيارة جزء منها يعود الى الدولة، كذلك 153 محلاً تجاري”.
دعا محافظ أربيل الحكومة العراقية الى تخصيص مساعدات مالية لإقليم كوردستان من الميزانية المخصصة لحالات الطوارئ، وذلك بسبب جسامة الأضرار التي أوقعها الفيضان في المدينة.
من جهة ثانية رحب فلاحون ومزارعون مـمـن يـنـتـظـرون هطول الأمطار بشغف، لري آلاف الدونمات من أراضيهم المزروعة (ديميا) بمحصولي الحنطة والـشـعـيـر، والـتـي ستعوض ما خسروه من أموال عليها خلال موسمين.
عجاف.
وكانت وزارة الموارد المائية،في 20-11-2021 قد اوضحت عن إجراءاتها واستعداداتها لاستقبال موسم الأمطار والاستفادة منها، وفيما أعلنت إعداد خطة وتشكيل فرق عمل للاستفادة من مياه الأمطار، وأكدت استمرار المفاوضات مع الجانب التركي لحسم ملف المياه.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أن “الوزارة لديها خطة واضحة جداً وهناك فرق عمل تعمل على الاستفادة من الأمطار”، مشيراً إلى أن “تجربة العام 2019 خير مثال على الاستفادة من كميات المياه الواردة والامطار الغزيرة التي هطلت على العراق وخزنها في خزانات وتوجيهها باتجاه إرواء بعض المناطق الزراعية وانعاش الأهوار وتقليل ملوحة المياه في البصرة، إضافة الى الاستفادة منها خلال فترات الشح المائي”.وفق قوله