المسرى… تقرير: فؤاد عبد الله
لا تزال خلافات البيت الشيعي مستمرة بين رافض لنتائج الانتخابات ومتمسك بمبدأ التوافق بتشكيل الحكومة، وآخر فائز يريد المضي بحكومة أغلبية وطنية، وذهاب المعترضين إلى المعارضة البرلمانية وبالعكس.
تأجيل الحكم
وفي المقابل المحكمة الاتحادية في العراق اجلت الحكم في الطعن بنتائج الانتخابات البرلمانية إلى 26 من الشهر الجاري، في القضية التي رفعها رئيس تحالف الفتح، هادي العامري، للطعن في نتائج الانتخابات مطلع الشهر الجاري.
وقد يتساءل البعض من المستفيد من استمرارهذا الخلاف الشيعي الشيعي ؟ وهل هناك أطراف أخرى تريد استغلال هذا الخلاف لتحقيق مكاسب سياسية ؟
المستفيد الأكبر
النائب السابق في مجلس النواب العراقي طه الدفاعي يقول لـ( المسرى) في هذا السياق إن “القوى السياسية الأخرى خارج البيت الشيعي هي المستفيد الأكبر من هذا الصراع الشيعي الشيعي، سواء أكانت قوى سياسية سنية أم كوردية، لأنه سيمكنهم من التفاوض والحصول على مكاسب سياسية أكثر”، مبيناً أن “أستمرار الانقسام الشيعي الشيعي سيضعف موقفهم أمام الكتل السياسية الأخرى كوردية كانت أم سنية”.
مطالب الكتل
وأوضح الدفاعي أن ” الكتل السياسية الأخرى لها مطالب ولديها حقوق، وتطالب ببعض الالتزامات أمام القوى الشيعية باعتبارها من تعين أو تختار رئيس الوزراء، لذلك فان هذا الانقسام هو ضعف للقوى السياسية الشيعية، وقوة للقوة السياسية الأخرى، التي ستزيد من مطالبها تجاه القوى الشيعية”.
صراع ناعم
أما الكاتب والصحفي شمخي جبر فيقول لـ( المسرى) إنه “نستطيع القول إن الواقع يشهد تغالباً وصراعاً ناعماً بين الاطراف السياسية، وخصوصا طرفي المكون الشيعي (الاطار والصدريين) ومن هنا وما وصلت اليه الوقائع فانه مشهد من الصراع السلمي بين المكونين الاشد تنافسا”، لافتاً أن “الرحلات المكوكية للقوى الفائزة تتجه نحو عاصمة الاقليم على شكل تسابق نحو الغنيمة التي يشكل التحالف الكوردستاني وموقف زعامة الاقليم بيضة القبان في هذا السباق ومن ثم تقرير الفوز او حسم الفائز وحصص الاخرين” .
تقاسم الحصص
وأكد شمخي أن “اشد المتسابقين هما كتلة الاطار التنسيقي الرافضة لنتائج الانتخابات والراكضة نحو الغنيمة، والفائر الاكبر كتلة الصدريين التي لها الكأس المُعلَّى في هذا السباق بعد تحقيقها فوزا مريحا في انتخابات 10 من تشرين الاول 2021” ، مشيراً إلى أن “النتيجة والحصيلة ستكون بعملية الترضيات وتقاسم الحصص، رغم تلويح البعض بعصا التهديد، فهذا البعض سيتم ارضائه، وسيكون مبدأ التوافق السياسي بين جميع الاطراف هو الفيصل، ولامجال لحكومة الاغلبية، وسيبقى مقعد المعارضة فارغا الا من تمسك ببرنامجه، وهم قلة قليلة من المستقلين.
حوارات الكتل
ويرى مراقبون للشأن العراقي أنه لحد اللحظة لاتزال حوارات الكتل والاحزاب الشيعية فيما بينها لم تأتِ بنائج تذكر، حيث أزمة الاعتراض على نتائج انتخابات تشرين لم تنفرج، ومجلس القضاء الأعلى في العراق أشار إلى أن المحكمة الاتحادية قررت تأجيل جلسة الطعن بنتائج الانتخابات إلى يوم 26 كانون الأول الحالي بعد الاستماع إلى آخر دفوع وطلبات الطرفين المدعين.