دعا بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكردينال لويس رفائيل ساكو لدولة مواطنة عبر رؤية وطينة وحوار سليم .
ساكو ” الارتقاء بالعمل السياسي والخَدَمي في العراق عِبرَ رؤية وطنية مخلصة”
وقال ساكو في رسالة وجهها بمناسبة عيد الميلاد المجيد ( تلقى المسرى نسخة منها )، اليوم الخميس ، إننا ووسط الأجواء السياسية المشحونة بالتوترات والصراعات، وتلوث البيئة وتغيير المناخ، وتداعيات جائحة كورونا، فضلاً عن التحديّات التي فرضتها الانتخابات التشريعية العراقية الاخيرة، يأتي عيد ميلاد السيد المسيح ليذكّرنا بقوة برسالة الرجاء المفعمة بالسلام والاخوّة والمحبة والتضامن وبـــبركات الله.
وأكد بطريرك الكلدان في العراق والعالم على الارتقاء بالعمل السياسي والخَدَمي في العراق عِبرَ رؤية وطنية مخلصة، وفضاء سليم للحوار في مواجهة الأزمات المتراكمة والمشاكل الشائكة لصالح الأمن والأمان وترسيخ الديمقراطية ونبذ الخلافات وكسر الإنتماء الطائفي وترسيخ الانتماء الوطني والسعي معاً لبناء دولة مدنية، دولة مواطنة، دولة عدالة وقانون.
ساكو : كيانِ الله أكونُ في الميلاد”؟ هل هناك أعظم من هذه النعمة؟
ساكو: أن احتفالنا كل عام بذكرى ميلاده هو عودة إلى الينابيع لتصحيح مسار قضايا مهمة في حياتنا”
ووصف ساكو قصة ميلاد المسيح بأنها قصة حضور الله بكلّ ألوهيته، بيننا ومن أجلنا: نعمةً وبركة، حُبّاً وأُخُوّة وشِركة. أَمَا نُرتِّل في الميلاد: “عندما تذوبُ نفسي في كيانِ الله أكونُ في الميلاد”؟ هل هناك أعظم من هذه النعمة؟ الميلاد يعني أن الله ينظر الينا لنولد منه (من علُ) ويريدنا ان ننظر بصدق الى الآخرين كإخوة وشُركاء.
وإستطرد أن الميلاد هو الحدث المؤسس للمسيحية، ومحور لاهوتها، انه نقطة البداية، حتى يولد يسوع في قلوبنا وحياتنا عبر صلاتنا، والتزامنا بتعليمه، وخدمتنا لإخوتنا لاسيما أولئك الأشدّ فقراً وهشاشة، فنتذوق حلاوة بنوَّتنا لله واخوتنا البشرية. هذه الرؤية المسيحية هي قبل كل شيء خبرة روحية داخلية تنعكس على الخارج، وتجعل الميلاد يستمر في تاريخ البشرية”.
وتابع الكردينال ساكو أن احتفالنا كل عام بذكرى ميلاده هو عودة إلى الينابيع لتصحيح مسار قضايا مهمة في حياتنا، ولكي نتعامل معها بنضج ووعي اكبر” ، مشددا على أن العالم سينهض عندما يصغي الإنسان الى ضميره، والى نداءات الله، ويسعى لاحترام الآخرين وتحقيق العدالة ليعُمّ السلام والأمان والمحبة في العالم أجمع، وليس في البحث عن المصالح الاقتصادية والسياسية فقط. على الغرب، خصوصاً اوروبا الّا تُنكر ان تاريخها مجبول بالاخلاق والروحانية المسيحية. فالميلاد – الأمل خبرة بشرية عالمية ينبغي ان تُتَرجم معانيه الانسانية السامية في الشأن العام.
وبين في رسالته أن هذا الامل ينبغي ان يترجمه العراقيون على أرض الواقع من خلال الاعتماد على الذات وليس على الخارج، ونبذ الخلافات وكسر الإنتماء الطائفي وترسيخ الانتماء الوطني والسعي معاً لبناء دولة مدنية، دولة مواطنة، دولة عدالة وقانون، دولة يعيش مواطنوها بحرية وكرامة وأمان ومساواة.
ساكو تابع في سالته ” لنصلِّ في هذا العيد من أجل السلام والاستقرار في بلدنا العراق والعالم، وليُشعّ كلُّ واحد منا قِيَم التسامح والمحبة والسلام والحياة والاخوَّة فيكون المجد لله في العُلى، والسلام على الأرض، على أرض العراق. الامل هو آخر ما يموت”