سوران علي
تحيي قناة المسرى بعد أيام قليلة الذكرى الثالثة لتأسيسها التي تصادف يوم التاسع من تشرين الأول الجاري.
مثلت القناة مشروعا إعلاميا من المشاريع المستوفية شروط العمل الصحفي المهني ومتطلبات المواطن بالحصول على المعلومة دون قيد أو شرط، منتهجا مبادىء المكاشفة ووضع النقاط على الحروف في مسالك الواقع السياسي والثقافي والخدمي والأمني لمعرفته التامة بحاجة الشارع العراقي للوقوف على حقيقة ما يدور حوله من مسافات ومساحات تختلف وتتفق بحسب الرؤية بمنظور صاحب القرار.
ثلاثة أعوام من التقدم
وفي هذه المناسبة من المفيد تسليط الضوء على بدايات التفكير بمشروع المسرى من قبل مكتب الإعلام للاتحاد الوطني الكوردستاني لعلمه بدور الرؤية الوطنية العراقية المتقدمة إعلاميا وفسح المجال أمام مختلف الصحفيين والإعلاميين من شرائح الوطن الواحد أن يبدعوا ويعبروا عن وجهات نظرهم التطويرية والغاية من ذلك أن المواطن يثق تماما بالعقل الجمعي الوطني ولا خيار للرأي الفردي أن يجد مكانته في قناعات الشارع العراقي مالم يكن هناك تلاقح للأفكار داخل ميدان التحرير لصياغة مفهوم (حرية الإعلام) وفق مقدمة مشروع المسرى خلال انطلاقته الأولى بتأكيدها على أن المشروع موجه للمتلقي العربي العراقي ويعتمد المعايير الإعلامية المعروفة متخذًا من الوسائل الحديثة أداةً لإيصال رسالته والتي تتلخص في المصداقية والمهنية والمعلومة للجميع، جاعلًا (الحقيقة أولًا) شعاره الثابت.
منصات عصرية متنوعة
للمسرى أكثر من منصة تبث باللغة العربية من موقع الكتروني (almasra.iq) وويب تيفي بالاسم نفسه، وهو بشكل عام مشروع يعبر صراحة ودون غموض عن سياسة إعلامية لا خفاء فيها ويعمل على إيصال الرسالة وتوضيح المواقف الكردستانية والعراقية للمتلقي بأسلوب صحافي متزن وبسيط في التعبير والطرح ومكثف من حيث التشكيل معتمدًا مبدأً أساسًا وهو تخطي الإعلام السائد. هذا عدا منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتيليكرام وأنيستاكرام ويوتيوب، والكروبات المشاركة فيها إلى جانب كروبها الخبري الخاص على الواتساب (المسرى نيوز).
وقد شهدت المنصات تطورا ملحوظا في هذا المجال حيث وصل متابعو صفحتها الرئيسة على الفيسبوك (المسرى Almasra) إلى (416000) أربعمئة وستة عشر متابع، فيما تجاوز عدد متابعي صفحة المسرى بلس (المسرى + Almasra) (100000) مئة ألف متابع، ووصل عدد متابعي قناة المسرى على اليوتيوب (Almasratv) إلى حوالي (8000) ثمانين ألف متابع.
أسلوب تحريري وتغطيات نوعية
ينطلق المشروع من مبدأ وهو أن القضية الإعلامية مشتركة مع عرب العراق وليس مع عرب المحيط ما يتطلب أن يكون الخطاب عراقيًا خالصًا في هذه المرحلة على الأقل. كما يسعى إلى تسجيل إسهامه الفعال في تطوير العمل الإعلامي سواء من حيث الأفكار الصحفية الجديدة والطرق المبتكرة في تناول المواضيع والقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية أو من حيث تميزه عن غيره من وسائل الإعلام المختلفة في استخدام أسلوب تحريري جديد يمتاز بالحرفية واللغة السلسة الواضحة بعيدًا عن الشوائب والأخطاء، والركون إلى التوازن بين الإسهاب الممل والاختصار المخل، والاعتماد على كم كافي من المعلومات والتفاصيل الموثقة يستغني بها المتلقي عن كثير من المنصات.
تعميق التعايش والوئام
ومن أهم أهداف المسرى سعيه إلى تعميق روح التعايش والوئام بين المكونات والأطياف القومية والدينية والمذهبية في العراق دون المساس برموزها أو التعرض لخصوصياتها ومعتقداتها، فالغالبية يحظون بفرصة الظهور والتعبير عن أنفسهم في المسرى دون استثناء وسيحاول الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، ولا فضل لأحد على آخر إلا بما يقدمه للمصلحة الشعبية العليا ومحاربة الفساد وخدمة البلاد والمواطنين بمختلف أطيافهم.
وتكمن رسالة المسرى في المصداقية في المعلومات، والدقة في النقل، ومراعاة القيم والمباديء الإنسانية والاجتماعية، وذلك عبر اتباع المعايير والأسس المهنية، وتجنيد الكفاءات المشهود لها، والحرص على تقديم ماهو جديد ونوعي، والسعي لاستغلال التكنولوجيا واستخدامها في العمل الإعلامي على أفضل وجه.
تخطي الصعوبات
مسيرة مشرفة بدأت في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) 2021 ودخلت عالم الصحافة الرقمية الجديد من أوسع أبوابه فنالت احترام القريب والبعيد. بداياتها لم تخل من تحديات وصعوبات جمة، ولكنها بقت صامدة، وفي تقدم بفضل الإصرار الفريد، والعزيمة الصلبة التواقة للعمل الإعلامي المعاصر، وأساليب التواصل الحديثة التي تبناها مشروعه الواعد، ودعم منقطع النظير تلقاه من الأصدقاء والداعمين، وسرعان ما انتشرت قصته بين الأنام في الأرجاء وذاع صيته في كل حدب وصوب، وأصبح رقما يذكر اسمه بجانب المؤسسات الإعلامية العريقة، ويشارك في المحافل والمناسبات والأحداث والمؤتمرات الكبيرة.
كان افتتاح الموقع الذي سبق تدشين القناة التلفزيونية الإلكترونية، وما تركته بصمته ضمن نطاق عمله، مؤشرا إيجابيا مشجعا للمضي في المشروع إلى الأمام دون توقف، فجاء إطلاق البث المرئي الإلكتروني ليثبّت دعائم المشروع أكثر ويمنحه دفعة قوية نحو تحقيق أهدافه المرسومة.
كادر دؤوب
يضم مشروع المسرى الإعلامي فسيفساء من الأقلام والأصوات العراقية الحرة تمثل الطيف العراقي وجميع مكوناته المتعايشة، ويشكل قسم المحررين عموده الفقري كذلك القسم الفني ومقدمي النشرات والبرامج، ونظرة على الأسلوب الأمثل داخل غرفة الاخبار يتركز عمل الصحفي ليس على تحرير الاخبار فقط إنما يتسع مداه الى تقديم الأخبار والبرامج والتحرير وهذا ما يتطلب الموقف بالذهاب مراسلا ميدانية لتغطية الحدث معد ومحرر في نفس الوقت ومراسل ببسالة ومعرفة مبنية على الخبرة المتراكمة وتوصيات إدارة المشروع وسكرتاريتها والمشرفين على الأخبار وسير البرامج بما يمكن من التقاط المعلومة والوقوف على دائرة الحدث وتقديم المعلومة الواضحة دون مزايدات وإجبار على التلقين بتحريف ما جرى ويجري ساعة الحدث.
برامج هادفة
تواصل المسرى عطاءها بـبلورة بـ 18 برنامجا نوعيا دقيقا وهادفا ومشاهدا ومتابعا من قبل المواطنين في شتى بقاع الوطن منها برامج يومية وأسبوعية في حين تبث برامج ليومين في الأسبوع سياسية وثقافية ورياضية وفنية وعلمية واجتماعية تعالج قضايا العائلة العراقية الكريمة.
مراسلون من مواقع الحدث
قناة المسرى تمتلك تشكيلة مهمة من المراسلين في مختلف محافظات البلاد ابرزها بغداد والبصرة والموصل وكركوك منهم من يتناول البرامج الحية ( لايف ) وآخر يعالج منطقة الحدث فيما تتوالى اخبارهم بشكل يومي الى غرفة الاخبار المخصص للمراسلين أول بأول اخبار ميدانية وعواجل مستوفية المعلومة، وكل ذلك عرّف لوكو المسرى بين القنوات الإعلامية العريقة التي تعمل على نقل مايجري من أحداث وما واءها معززا موقعها في الساحة الإعلامية بمكتب عصري افتتح في بغداد.
نشاطات في خدمة المجتمع
لم يكتف المشروع بالتركيز على العمل الإعلامي فقط بل انخرط أيضا في نشاطات أخرى مفيدة للمجتمع، حيث استضاف مختصين ونظم لهم ندوات تخص البيئة والمحتوى الإعلامي كما أسهم إسهاما كبيرا مع المؤسسات الأكاديمية في تدريب وتهيئة صحفيين وإعلاميين جدد. وآخر انجازاته نيله إشادة من اليونسكو واختيار أحد كوادره كخبير لدى المنظمة الدولية.
في انتظار دعم الجميع
بدأت المسرى من الصفر وكبرت يوما بعد يوم وأصبحت اليوم وادة من القنوات البارزة في العراق وإقليم كردستان، ونحن ندخل العام الرابع من هذا المشروع الطموح، نتطلع صوب إسهام متابعينا لتطوير أدائها أكثر بإفكارهم البناءة وملحوظاتهم القيّمة.