في ذكرى رحيل مام جلال سوف أتكلم اليوم عن قصة حقيقة دارت بيننا وكيف كان متأقلماً وذكيا ويفهم من يقابله ويعرف مع من يتعامل وكيف يتعامل.
كنا في السليمانية مع فريق صحفي تلفزيوني تركي يعملون قصص (ديكومنتري ) وكنت اعمل في نفس الوقت لاحدى الوكالات الإخبارية العالمية الأمريكية وكنت حريصا على ان لا يتعارض او يتشابه العمل مع القنوات والوكالة التي اعمل فيها والتي استفادت مني الكثير والكثير بحيث اصبحوا عن طريقي الوكالة الاخبارية الاقوى في التغطية للأوضاع في الاقليم والموصل وكركوك.
القصة.. ذهبت ورتبت اللقاء مع الفريق التركي للقاء مام جلال وحينها قد اصبح مام جلال رئيسا للعراق قبل ٣ اشهر تقريبا ، وعند وصولنا الى مقره في قلاجولان استقبلنا استقبالا يليق بسيادته مشكورا. وقام بالضيافة على مستوى عال وبعدها قمنا باجراء المقابلة لهذه القناة التركية واسئلة واجوبة، وكان اللقاء قويا وفرح الجانبان بالمقابلة التي اجريت.
بعد اللقاء جلسنا أنا ومام جلال وشيخ ماكوك وذهب الفريق التركي الاعلامي الى غرفتهم المخصصة للاستضافة ، وعزمني مام جلال على شاي وقال لي ” اتذكرك جيدا انت الذي سالتني عن مبادرة تركيا للسلام مع الـ بكه كه !!وانا قلت لك لن اسلم “قطة”لتركيا وليس بكه كه ، وكان ذلك في مصيف صلاح الدين عندما كنت مع كاك مسعود بارزاني رئيس الاقليم والسيد زلماي خليل زاد سفير امريكا في العراق وجوابي اصبح في ذلك اليوم على كل القنوات وصارت بلبلة .. وضحك !!
قلت نعم انا بعينه وضحكنا وكان الشيخ ماكوك مستشاره الذي حي يرزق الان موجودا معنا ، أضفت ” انا نفسه الذي سالتك في دوكان عن السلام والتعويضات واتفاقات العراق السابقة مع ايران ، فضحك رحمه الله وقال ” نعم اتذكر ومن وراء سؤالك حدثت مشكلة كبيرة مع ايران ، اضطرتني الى ان اعطي بيان بشرح ما عنيته “.
وبعدها سالني عن احوالي وخبرتي وهل هذه الاسئلة تكون موجهة لكم من قبل الوكالات او من خلال انفسكم ،فقلت له الاثنان عرف ( مام جلال ) بهذا الجواب انني اريد ان أحمي نفسي عندما اسال الاسئلة الصعبة فعجبه جوابي !!
وبعدها سكت وقال للشيخ ماكوك ” لا اعرف متى اصل لبغداد غدا والمفروض أن القي خطابا هاما . فتدخلت انا فقلت ” هل ممكن ان اتدخل واحل الموضوع لسيادتك من هنا !!ضحك وقال كيف لا عندنا سيارة sng السيارة الوحيدة وقتها تصلح للنقل المباشر لانه لم تكن الامور متطورة ولم توجد بعد الثورة التكنلوجية.
فقلت “سوف احلها لك” قال ” عندي ثقة فيك ولكن كيف هل سوف تستخدم اجهزة الاتراك ” قلت سوف ” لن يعطون لمعرفتي بالصحافة ولا يساعدون بل يتنافسون حتى اذا كانت اعمالهم مختلفة!!”
قال لي وما العمل!!؟ قلت بسيطة ” عندكم كامرة ذا جودة عالية تسجل فيها خطاباتك قال لي طبعا فجلبوا الكامرة ونصبوها ، ومام جلال يقول لي متعجبا ماذا تفعل هذا ليس مباشر!!
قلت “سيادتك القي الخطاب كأنه خطاب مسجل وبعدها تعطيي شيخ ماكوك وتعطيني تخويل كامل وصلاحية مطلقة لكي لا توقفني اية عقبات وتبعثني بسرعة مع شيخ ماكوك الى (كوردسات ) وكانت تبعد تقريبا من قلا جولان ٢٠-٣٠ دقيقة ، قال موافق وعندي ثقة فيك واعتقد سوف تنجح وفي عينه ثقة.
المهم كان تعامله معي كانه صحفي ومتفهم ومتعاون وسلس وبدون تشنج شخص مسيطر ويضحك ويروي النكات ، ، القى مام جلال ، الخطاب تاكدت من الصوت والصورة وذهبنا مسرعين الى كوردسات واستقبلنا السيد آوات وقتها بكل ادب وتقدير وسلمت عليه وبعد السلام قلت له ” امسح (اللوكو ) من قناتك في البث المباشر ، قال “على جثتي” !!! وتشنج الامر تدخل الشيخ ماكوك وقال له” التخويل الكامل من (مام ) قلت له اصبر وسوف اجعلك تنصدم وتشكرني”!!
المهم اتصلت بمديري في هذه الوكالة الاخبارية المهمة وهو شخص رائع وذكي وتعلمت منه الكثير وهو من اصل بغدادي ومدير كل العراق والمنطقة لهذه الوكالة ولا اذكر اسمه هنا الا ان اخذ الاذن منه، ودار الحديث التالي ييننا قلت ” مام جلال سوف يلقي خطابا مسجلا ومهما، وقال “كذا وكذا” .
قال لي ممتاز ولكن كيف لا يوجد لدينا جهاز sng هناك ، قلت ” اصبر كوردسات ستعطينا بشكل خاص ” قالي لا نقدر ، واللوكو ، قلت رفعوه واصبح خاص لوكالتنا !!!
ضحك قال انا اعرف هذا ليست فكرتهم وهذه فكرتك انت وحدك لانني اعرف طريقة عملك وتفكيرك ولكن الامر رائع well done and start وبدانا ببث الخطاب وهم يستقبلونه ويبثونه على ١٨٠٠ قناة عالمية، قلت للسيد اوات افتح قنوات العربية والجزيرة والاجنبية كلها كانوا في حالة ذهول وصدمة!! فرجعنا بعدها الى قلاجولان حضنني مام جلال وشيخ ماكوك طائرا من الفرحة وقال لي ( اطلب ما تريد ) قلت له ولا شي هذا (عقلي مرات بيشتغل هيك ) مختلف عن العالم وعندما شاهدتك تحتاج مساعدة إيصال صورتك وصوتك فتدخلت واردت ان اجرب معكم واساعدكم فضحك بقوة وضحكنا سوى. مام جلال كان شخصا ذكيا ويتكلم عدة لغات ولديه روح من الفكاهة ويتاقلم مع ضيوفه كل على شكل.