المسرى … تقرير: فؤاد عبد الله
جرت الجولة الثانية من لقاء الإطار التنسيقي بمقتدى الصدر زعيم التيار الصدري في منزل الأخير بالحنانة في النجف، وبعيد ساعات من إنتهاء اللقاء، الصدر ينشر تغريدة مقتضبة من خمس كلمات جاء فيها (حكومة أغلبية وطنية لاشرقية ولا غربية) وفي المقابل وصف الإطار التنسيقي اللقاء بأنه إيجابي وتضمن تغليب مصلحة الدولة القوية.
حقيقة واحدة
وبين هذا وذاك يقول رئيس مركز أبابيل للدراسات الاستراتيجية الدكتور فارس إبراهيم الكاتب لـ( المسرى) إنه “حسب المعلومات الدقيقة من اجتماع وفد الإطار برئاسة هادي العامري ومقتدى الصدرفي الحنانة، أنه تم التاكيد على حقيقة واحدة في الاجتماع وتم الاتفاق عليها بين الجانبين، وهي إشراك كتلة دولة القانون برئاسة نوري المالكي في العملية السياسية القادمة في البلاد، وتوزيره وزارت في الحكومة حسب استحقاقه السياسي”، لافتاً الى أن ” موافقة الصدر على اشراك دولة القانون في الحكومة جاءت شريطة عدم ترشح شخص نوري المالكي لرئاسة الوزراء، وفي المقابل وافق المالكي على شرط الصدر من أجل توافق البيت الشيعي ومضي السفينة العراقية بشكل كامل إلى بر الأمان” .
الاجتماع القادم
وأكد الكاتب أن ” هذا الخبر لم ينشر في وسائل الإعلام لحين إلتئام الإطار التنسيقي وعقد اجتماعه الموسع يوم السبت القادم، وأن قيادات الإطار تعمل كل ما بوسعها من أجل تشكيل الحكومة القادمة، وأن السيد الصدر ينتظر مكالمة هاتفية في قادم الأيام من هادي العامري حول موافقة المالكي على شروطه من أجل البدء بتشكيل الحكومة”، مبيناً أن ” الدلائل كلها تشير أن تشكيل الحكومة الجديدة لن تتعدى نهاية شهر كانون الثاني القادم”.
إطالة الاجتماعات
ومن جهتة يقول الأكاديمي والخبير الاستراتيجي الدكتور قحطان الخفاجي لـ( المسرى) “هناك من يريد إطالة الاجتماعات لإعطائها انطباعا إيجابيا، كي تعطي أملاً لذاتها وقاعدتها ومن يؤمن بأفكارهم، وفي المقابل نرى التيار الصدري الذي يسعى إلى إنهاء تلك الحوارات بنتائج معينة، مع عدم قدرته على إنهائها من طرفهم بالصيغة التي يبتغونها، مما يجعلهم ايضا يماطلون في تلك الاجتماعات”، مبيناً أن ” تغريدة الصدر الأخيرة ليس فيها أي جديد، وهي جملة عامة فضفاضة وسبق وأن طرحها، تدل على توجه معين للصدر وجماعته”.
تعقيد الاوضاع
ويعتقد الخفاجي أن ” الاجتماعات والحوارات بينهما ستطول، ولا تاتي بنتيجة لهم، بل سيتعقد الامر أكثر، وحتى مسألة التوافق هو عودة إلى مربع القدر الذي عانى منه العراق، وعاشت به العملية السياسية طوال السنوات الماضية”، منوهاً أن “الأيام القادمة سيثبت أنه لامجال لتشكيل الحكومة ولا اتفاق سياسي سيأتي، بالعكس سيتأزم الوضع اكثر وتنفلت الأمور بأتجاهات مختلفة لا تحمد عقباها”.
أغلبة وتوافقية
وأشارت صحيفة الصباح شبه الرسمية إلى أن الصدر أصرعلى حكومة الأغلبية خلال الاجتماع، مستبعداً حصول أي اجتماع في الفترة المقبلة بسبب إصرار أطراف الإطار التنسيقي على حكومة توافقية.