الكاتب..عباس الغالبي
أعلنت وزارة التجارة العراقية خلال الفترات الاخيرة عن فتحها لمنافذ تسويقية في العاصمة بغداد ، وبين المتحدث الرسمي للوزارة ان هذه المنافذ هي مبادرة من الوزارة للاسهام ان المواد الغذائية المعروضة في هذه المجمعات هي مدعومة من الوزارة وتباع بأسعار مخفضة للمستهلكين ، فعقدت العزم على زيارة أحداها للتبضع منها وتحديداً في المجمع التسويقي الواقع في منطقة الاسكان غربي بغداد قرب المنصور ، لكني فوجئت بأسعار قريبة جدا ، ان لم أقل ذاتها من الاسعار السائدة في الاسواق المحلية وهي لاتقل سوى الف دينار أو الفين لكيس الرز ذي الثلاثين كيلو غرام و500 دينارا للدجاجة الواحدة وعلى غرارها للمواد الاخرى ذات المساس المباشر بحياة الناس .
وازاء هذا الأمر نقول انه يفترض بوزارة التجارة دعم الاسعار بنسبة اكبر ولتصل من 30 % الى 50 % من الاسعار السائدة في الاسواق سعياً للمساهمة الفاعلة والمؤثرة في خفض الاسعار ولاسيما للمواد الغذائية ذات الاستهلاك الاكثر وتوسيع مثل هذه المنافذ التسويقية في بغداد والمحافظات والتركيز على وجودها في المناطق السكنية الخاصة بالشرائح الفقيرة وهي معروفة في بغداد والمحافظات ، لا أن يكون الامر مجرد استعراض اعلامي للمبادرة والتي اطلق عليها وهي شكلية اعلامية فقط ، ذلك ان واقع حالها يقول ان الاسعار كما قلنا قريبة جدا أو مثلها في الاسواق المحلية وهذا يعد أشبه بذر الرماد في العيون ، فالأمر ياوزارة التجارة ليس هكذا بقدر ماهو عمل حقيقي يشير الى مبادرات حقيقية تكون فيها الاسعار مدعومة بشكل أكبر من الحالي البائس أو العمل على دعم مفردات البطاقة التموينية بمواد أكثر من الحالية أو بيع المواد تلك وبأسعار مخفضة مدعومة عن طريق وكلاء المواد الغذائية ممن يعملون الآن على توزيع مفردات البطاقة التموينية الحالية وبهذا نكون قد أسهمنا حقيقة في خفض اسعار المواد الغذائية في الاسواق ولكن أن يكون العمل ترقيعيا بهذا الشكل فهذا استعراض اعلامي نحن في غنى عنه والمواطن اصبح يدرك جيدا مثل هكذا استعراض اعلامي يطلق عليه مبادرة وهي ليست بالمبادرة بشيء ، ونحن ندعو الحكومة وقبلها وزارة التجارة العمل الجاد على المساهمة الفاعلة في خلق موازنة لمنظومة الاسعار ليس للمواد الغذائية فحسب بل للمواد التجارية كلها في الاسواق المحلية وهذا الامر يتطلب جهدا تشاركيا تضامنيا فاعلا تساهم فيه مجموعة من الجهات ذات العلاقة وبأشراف من مجلس الوزراء لا أن يكون العمل فرديا ترقيعيا بهذا الشكل الذي لايغني ولايسمن من جوع .
المصدر / صحيفة الدستور العراقية