الكاتب.. طارق العبودي
فصل الشتاء على الابواب …وعندها ستبدأ معاناة الناس الازلية بأنقطاع التيار الكهربائي وخصوصاّ الطبقات الفقيرة التي ليس لديها الإمكانية المادية بسحب امبيرات من المولدات الأهلية لارتفاع سعر الامبير …من المعلوم بأن اغلب دول العالم التي مرت بحروب وتضررت محطاتها الكهربائية استطاعت هذه الدول بجهودها الذاتية او بمعاونة شركات عالمية رصينة من اعادة تأهيلها واعادتها للخدمة وبطاقة اوسع بعد فتره قصيرة …عندها استطاعوا ان يعيدوا تنمية بلدهم …وتنشيط الجانب الصناعي والخدمي والزراعي والعمراني…وأعادة جميع المؤسسات والمعامل التي دمرت جراء الحرب إلى الخدمة……لكن الغريب في بلدنا ٢٠ سنة من احتلال العراق وتدمير بناه التحتية والصناعية وأغلب منشأته من قبل الامبريالية الامريكية المجرمة وحلفائها والكهرباء على حالها لم تشهد اي عملية تطور فعلي…لا بل من سئ الى اسوأ رغم المبالغ الضخمة التي صرفت عليها …سوى عمليات ترقيعية بسيطة لا ترتقي الى حلول جذرية …وكما يعرف الجميع الطاقة الكهربائية شأن سيادي ….اي عندما نرى ضعف ونقص في انتاج الطاقة الكهربائية لاي بلد يعطيك اجابه بأن ذلك البلد فاقد السيادة ومثلوم الارادة وتحوم حوله شبهات الفساد والتخلف والفقر …طرح اكثر من متابع لموضوع الكهرباء في بلدنا بأن عدم توفير الطاقة بشكل كامل تدخل فيه عوامل واسباب سياسية وايادي اجنبية ورؤوس متنفذة فاسدة لا يريدون للعراق ان يتطور ويتقدم ويقف على رجليه ويعيد بناء اقتصاده وتنمية مجتمعه ….امريكا المجرمة عدوة الشعوب هي وحلفائها وبعض دول الجوار من يقفون عائق امام اعادة الكهرباء وبناء محطات عملاقة في بلدنا ….لانه لا يروق لها ان ترى العراق يتعافى ويتقدم ويخطو بخطوات نحو البناء والرقي والتقدم والتحرر والتنمية…وهي تريد ان تتحكم بسيادتة واستقلاله ونهب خيراته …ولهذا نرى عدوة الشعوب في جميع حروبها التي شنتها ضد بلدنا كانت اول ما تستهدف هو محطات الطاقة الكهربائية لغرض شل حركة البناء والاعمار والتنمية في جميع مرافق البلد لإيقاف عجلة الحياة ….هذه هي امريكا …فلا يرهن احد قناعاته وارائه بسبب السذاجة او الاعلام المشوه او جراء الجهل او العمالة او المصلحة الشخصية ويوهم نفسه والاخرين بأن امريكا دولة وديعة وصديقة تسعى للسلام والامن كما يروج بعض العملاء الذيول …انما هي دولة مارقة مجرمة بنت امجادها على ظلم واستغلال وجوع وفقر واستعباد الشعوب ….وخصوصاً شعوب دول العالم الثالث التي تطمح للحرية والاستقلال والتحرر…تأريخ امريكا ملطخ بالدم والاجرام والعار والخزي والغطرسة والعنجهية وقهر الشعوب واستعبادها ونهب خيراتها يعاضدها ويؤيدها مجموعة من الفاسدين والعملاء والمأجورين والخونة من داخل البلد الذين يبيعون الوطن والشرف والكرامة من أجل مصالحهم الشخصية …
المصدر .. الدستور