الثلاثاء الكبير..العالم يترقب الانتخابات الامريكية
يدلي الناخبون الامريكيون يوم الثلاثاء 5-11-2024 في أنحاء البلاد بأصواتهم لاختيار الرئيس الامريكي الجديد ونائبه.، إذ يتنافس في الانتخابات نائبة الرئيس الحالي والمرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، والرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري.
الانتخابات الرئاسية الأمريكية هي الأكثر متابعة بالعالم، لما لحامل مفاتيح البيت الأبيض من تأثير في حياة الناس داخل أمريكا وخارجها.
وسيتمكن حوالي 244 مليون امريكي من التصويت، وفقا لمركز السياسات الحزبي.
ومن القواعد المتبعة في الولايات المتحدة أن تُعقد الانتخابات الرئاسية في أول ثلاثاء من شهر نوفمبر، كما هو منصوص في دستور البلاد.
وتجرى الانتخابات في شهر نوفمبر/تشرين الثاني كل 4 سنوات، ويمكن إعادة انتخاب الرئيس لولاية إضافية فقط، وفي المجمل أُجري 59 اقتراعا منذ عام 1789، وتم انتخاب 40 رئيسا من أصل 46 بهذه الطريقة، فيما وصل رؤساء آخرون للمنصب نتيجة الشغور لأسباب الوفاة والاغتيال.
ويُعتبر التصويت في أول ثلاثاء من شهر نوفمبر تقليد يعود تاريخه إلى ما يقرب من 180 عامًا. في ذلك الوقت، كانت الولايات تمنح فترة 34 يومًا للمواطنين للتصويت، وكان يتعين عليهم القيام بذلك بحلول أول أربعاء من شهر ديسمبر (كانون الأول). ولكن ذلك خلق مشاكل. زعم البعض أن الولايات التي تُجري الانتخابات مبكرًا قد تؤثر على رأي الولايات التي تُصوت لاحقًا.
وللتعامل مع هذه المشكلة، قرر الكونغرس الامريكي اختيار موعد ثابت لإجراء الانتخابات العامة.
في البداية، كانت أيام الانتخابات تختلف من ولاية إلى أخرى، ولكن في عام 1845 صدر قانون لتحديد يوم انتخابي واحد للبلاد بأكملها. ويرتبط اختيار اليوم ارتباطاً تاريخياً بما تشكله المعايير المجتمعية والاعتبارات العملية.
وفقاً لمنظمة “Overseas Vote Foundation”: “كانت غالبية الامريكيين مزارعين في وقت إقرار القانون الفيدرالي… نظراً لأن الولايات المتحدة تعتمد إلى حد كبير على الاقتصاد الزراعي، فقد كان أوائل نوفمبر وقتاً جيداً للتصويت، لأن موسم الحصاد يكون قد انتهى، ولكن الطقس يظل معتدلاً نسبياً”.
المجمع الانتخابي
استراتيجية الفوز برئاسة امريكا لا ترسم على عدد الولايات التي يكسب فيها المرشح أغلبية الأصوات الشعبية، بل المهم هو ثقل تمثيل تلك الولايات في المجمع الانتخابي.
في نظام المجمع الانتخابي كل ولاية امريكية لديها عدد محدد من الناخبين (Electors) بناء على حجم تمثيلها في الكونغرس، والمجموع هو 538.
نظام الولايات المتحدة الانتخابي معقد، وفهمه يتطلب النظر إلى القواعد الفيدرالية، وقواعد كل ولاية. فالدستور الامريكي يحدد متطلبات شغل منصب فيدرالي، ولكن لكل ولاية من الولايات الـ 50 دستورها الخاص وقواعدها الخاصة لمناصب الولاية.
مثلا، يخدم حكام الولايات في معظم الولايات مدة أربع سنوات، باستثناء نيوهامشير وفيرموت، حيث يتم انتخاب الحاكم لمدة عامين فقط.
بعض الولايات تحدد فترات الترشح لمنصب الحاكم، بفترة واحدة فقط، أو اثنيتن. وبعض الولايات لا تضع سقفا لعدد مرات الترشح لهذا المنصب
ويصوت الناخبون في بعض الولايات لاختيار القضاة، بينما يتم تعيين القضاة في ولايات أخرى.
وتنتخب الولايات والمحليات الآلاف من المسؤولين العموميين، بدءا من الحكام والمشرعين في الولاية إلى أعضاء مجالس إدارة المدارس وحتى كتاب المحاكم
المسؤولون الفيدراليون المنتخبون الوحيدون هم :
**الرئيس ونائب الرئيس
**أعضاء مجلس النواب الامريكي البالغ عددهم 435 عضوا
** وأعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100 عضو
الانتخابات بالأرقام
-سيجري الاقتراع في 5 نوفمبر. تقليديا ينظم التصويت يوم الثلاثاء الذي يلي أول يوم اثنين من ذلك الشهر.
-الولايات السبع المتأرجحة هي التي تقرر نتيجة الاقتراع لأنها لا تميل بشكل واضح إلى حزب أو آخر. من ميشيغن إلى أريزونا مرورا بنيفادا وويسكونسن وبنسلفانيا وجورجيا ونورث كارولاينا، يركز كل من دونالد ترمب وكامالا هاريس جهودهما الأخيرة لانتزاع الفوز.
وفي انتخابات متقاربة للغاية، قد تحسم نتيجة الاقتراع بفارق بضعة آلاف من الأصوات
-في انتخابات تجري بالاقتراع العام غير المباشر: يصوت الامريكيون لـ 538 ناخبا كبيرا يقومون بعد ذلك بتعيين الرئيس. وليتم انتخابه، على المرشح أن يحصل على أصوات 270 من كبار الناخبين.
ولكل ولاية عدد مختلف من كبار الناخبين. ويحتسب عن طريق إضافة عدد أعضاء مجلس الشيوخ (اثنان لكل ولاية) إلى عدد الأعضاء في مجلس النواب، والذي يختلف وفقا لعدد سكان الولاية.
270 و78 مليونا
-وبحسب الأرقام الرسمية، أنفق فريق الديموقراطية كامالا هاريس 270 مليون دولار لتمويل حملتها في سبتمبر.
وأنفق الفريق الجمهوري 78 مليونا فقط.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن الديموقراطية جمعت أكثر من مليار دولار منذ دخولها الحملة الانتخابية في يوليو بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق إلى البيت الأبيض.
وهو أمر غير مسبوق لفصل في حملة انتخابية.
-وصوت أكثر من 41 مليون امريكي مبكرا، وفقا لتعداد لجامعة فلوريدا الأحد.
في كل مكان تقريبا في الولايات المتحدة، يستطيع الناخبون التصويت عن طريق البريد، أو شخصيا قبل يوم الانتخابات في الخامس من نوفمبر.
«المجمع الانتخابي» يختار ساكن البيت الأبيض
يشير المجمع الانتخابي إلى مجموعة الناخبين الرئاسيين الذين يشترط الدستور تشكيلهم كل 4 سنوات لغرض وحيد هو انتخاب الرئيس ونائبه.
وكل ولاية أمريكية لديها عدد من أعضاء المجمع يساوي عدد ممثليها في الكونغرس بمجلسيه، فلكل ولاية نواب حسب عدد سكانها، وممثلان في مجلس الشيوخ؛ تكساس مثلا لديها 38 عضوا في المجمع، وفرجينيا 13، أما الولايات الأقل كثافة سكانية، مثل ألاسكا وديلاوير، فلديها 3 أعضاء فقط.
وتعيّن كل ولاية، عقب التصويت الشعبي في نوفمبر/تشرين الثاني، كبار ناخبيها رسميا، وهم الذين اختارهم الحزب السياسي للمرشح الفائز بالتصويت الشعبي للولاية، وتعهدوا بالتصويت له.
ويوجد حاليًا 538 ناخبًا في المجمع الانتخابي، والأغلبية المطلقة من الأصوات الانتخابية -270 أو أكثر- مطلوبة داخل المجمع لانتخاب الرئيس ونائبه.
يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي في كل ولاية، في ديسمبر/كانون الأول، للإدلاء بأصواتهم الرسمية، التي ترسلها الولايات إلى واشنطن، لإعلان الحصيلة الرسمية في شهر يناير/كانون الثاني.
وتاريخ اجتماع كبار الناخبين حدده الدستور الأمريكي، الذي ينص على أن “يجتمعوا ويدلوا بأصواتهم في أول يوم إثنين بعد ثاني يوم أربعاء في ديسمبر/كانون الأول”.
وإذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة، تُجرى انتخابات طارئة، إذ يُطلب من الكونغرس الأمريكي انتخاب الرئيس ونائبه.
شروط ومتطلبات التصويت في انتخابات أمريكا
ينص الدستور على أنه لا يمكن إنكار حق التصويت على أساس العرق أو اللون أو الجنس أو العمر بالنسبة للمواطنين الذين يبلغون ثمانية عشر عاما أو أكثر.
وإلى جانب هذه المؤهلات الأساسية، يقع على عاتق الهيئات التشريعية للولايات مسؤولية تنظيم أهلية الناخبين. تمنع بعض الولايات المجرمين الصادرة ضدهم أحكام، خاصة معتادي الإجرام، من التصويت لفترة محددة من الزمن أو إلى أجل غير مسمى.
ويقدر عدد الأمريكيين البالغين غير المؤهلين للتصويت حاليا أو دائما بسبب إدانتهم بارتكاب جناية 5,3 مليون. وتمتنع بعض الولايات عن الإعلان عن غير المؤهلين للتصويت بشكل قانوني وفقا لبيانات الدستور.
وتسمح بعض الولايات لغير المواطنين بالتصويت في الانتخابات المحلية. ومن المهم التحقق قبل التسجيل. والأشخاص الذين يكذبون ليتمكنوا من التصويت قد يواجهون عواقب وخيمة، بما في ذلك الاعتقال وحتى الترحيل.
كيفية التصويت
يسجل الناخبون المصوتون في مراكز الاقتراع أصواتهم في معظم الأحيان باستخدام آلات التصويت الضوئي أو آلات التسجيل الإلكتروني المباشر للتصويت. عادة تُختار آلة التصويت عبر السلطة القضائية المحلية في الولاية بما في ذلك المقاطعات والمدن والبلدات.
وغيّرت العديد من هذه السلطات القضائية المحلية أدوات التصويت لديها منذ عام 2000، بسبب اعتماد قانون الانتخابات، الذي خصص أموالًا لاستبدال أدوات التصويت، وهي بطاقة مثقبة وآلة رافعة.
1- التصويت المبكر
ويعتبر التصويت المبكر عملية رسمية، إذ يمكن للناخبين أن يدلوا بأصواتهم قبل يوم الانتخابات الرسمي. يسمح بالتصويت المبكر بشكل فردي في 33 ولاية وفي واشنطن العاصمة دون ضرورة تقديم عذر.
2- الاقتراع البريدي
فيما يتشابه الاقتراع البريدي في الانتخابات الأمريكية من عدة نواحٍ مع الاقتراع الغيابي. وتُسلم جميع أوراق الاقتراع عبر البريد في أوريغون وواشنطن وكولورادو.
تاثير نظام التصويت في نتائج الانتخابات
كل ولاية يفوز بها المرشح تجعله أقرب للوصول إلى عدد أصوات المجمع الانتخابي الـ270 التي يحتاج إليها للفوز بالرئاسة.لكن الفوز بالعدد الأكبر من أصوات الناخبين على مستوى البلاد لا تعني بالضرورة الحصول على العدد الكافي من أصوات المجمع الانتخابي لتأمين الأغلبية اللازمة، وعددها 270 صوتا على الأقل.
في الواقع، فإنه في اثنتين من الانتخابات الخمس الأخيرة فاز مرشحان بالرئاسة رغم حصولهما على عدد من أصوات الناخبين في التصويت الشعبي أقل مما حصل عليه منافسهما.
ففي عام 2016، حصل دونالد ترامب على عدد أقل بثلاثة ملايين صوت عما حصلت عليه هيلاري كلينتون، لكنه فاز بالرئاسة، لأنه حصل على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي.
وفي عام 2000 فاز جورج دبليو بوش بـ271 صوتاً داخل المجمع الانتخابي، رغم تقدم المرشح الديمقراطي آل غور في التصويت الشعبي بأكثر من نصف مليون صوت.
ماذا يحدث في الأيام التي تلي الانتخابات الأمريكية (بنسلفانيا كمثال)
الثلاثاء 5 نوفمبر:يوم الانتخابات
07:00 فتح صناديق الاقتراع في بنسلفانيا. بدء فرز بطاقات الاقتراع بالبريد
20:00 إغلاق صناديق الاقتراع في بنسلفانيا. الموعد النهائي لوصول بطاقات الاقتراع بالبريد إلى مسؤولي الفرز
20:00 بدء نشر النتائج غير الرسمية من قبل مجالس الانتخابات المحلية في مقاطعات بنسلفانيا البالغ عددها 67 مقاطعة.
في عام 2020، كان التصويت المتقارب يعني مرور أربعة أيام قبل أن تعلن وكالات الأنباء الكبرى فوز جو بايدن بالولاية
الجمعة 8 نوفمبر/تشرين الثاني
في بنسلفانيا، تبدأ عملية الفرز الرسمية للانتخابات. تقوم المقاطعات “بمطابقة” أصواتها للتحقق من أن عدد الأشخاص المسجلين على أنهم صوتوا في كل دائرة انتخابية يتطابق مع عدد بطاقات الاقتراع التي تم فرزها. كما يقوم المسؤولون أيضًا بفحص أهلية بطاقات الاقتراع المؤقتة
الثلاثاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني
يجب تقديم نتائج غير رسمية للمقاطعات إلى وزير خارجية ولاية بنسلفانيا. يجب تقديم الطعون لإعادة فرز الأصوات في غضون الأيام الخمسة التالية. وإذا لم تكن هناك حاجة إلى أي تعديلات، فيجب على المقاطعات التصديق
الخميس 14 نوفمبر/تشرين الثاني
يأمر وزير خارجية ولاية بنسلفانيا بإعادة فرز الأصوات تلقائيًا لأي سباق على مستوى الولاية بهامش نصف نقطة مئوية
الأربعاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني
يجب أن تبدأ عمليات إعادة الفرز في بنسلفانيا في موعد لا يتجاوز هذا التاريخ
الإثنين 25 نوفمبر/تشرين الثاني
الموعد النهائي للمقاطعات في بنسلفانيا لتصديق وزير الخارجية، الذي يبدأ بعد ذلك في التصديق على مستوى الولاية
الأربعاء 11 ديسمبر/كانون الأول
الموعد النهائي للحكام (أو في مقاطعة كولومبيا، العمدة) لتقديم شهادة تأكيد، تسمي ناخبي ولايتهم، إلى الأرشيف الوطني
الثلاثاء 17 ديسمبر/كانون الأول
يجتمع الناخبون في عواصم ولاياتهم للإدلاء بأصواتهم
الأربعاء 25 ديسمبر/كانون الأول
الموعد النهائي لإرسال أصوات المجمع الانتخابي إلى الأرشيف الوطني ورئيس مجلس الشيوخ (أي، كامالا هاريس بصفتها نائب الرئيس)
في هذه المرحلة يعلن كثيرون رغبتهم في الترشح لرئاسة الولايات المتحدة، ممن يستوفون الشروط المنصوص عليها في الدستور.وكل واحد منهم يحمل في جعبته أفكارا خاصة تشكل برنامجه الذي سيخوض الانتخابات بناء عليه.
بعض شعارات البرامج الانتخابية أصبحت مشهورة، مثل “نعم نستطيع”، وهو شعار حمله الرئيس الأسبق باراك أوباما، أو “لنجعل امريكا عظيمة مرة أخرى”، الذي اشتهر به الرئيس السابق، دونالد ترامب.
ينقسم الراغبون بالترشح، بشكل أساسي، بين الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، الديمقراطي والجمهوري، وفقا للأفكار التي يحملونها.
هذا يعني أن المرشح سيخوض الانتخابات التمهيدية ويشارك في التجمعات الانتخابية الخاصة بالحزب الذي يمثله.ينطلق كل مرشح في حملة انتخابية على مستوى الولايات المتحدة، تهدف إلى إقناع أعضاء حزبه بأنه المرشح الأفضل لخوض سباق الرئاسة الامريكية باسمهم.
في الانتخابات التمهيدية، يدلي أعضاء الحزب بأصواتهم لانتخاب المرشح الأفضل للمنافسة في انتخابات الرئاسة الامريكية.
في التجمعات الانتخابية، يختار أعضاء الحزب مرشحهم الأفضل عن طريق عدة مناقشات وعمليات تصويت.
انتخابات الكونغرس ومجلس النواب
يعتبر الكونغرس الأمريكي الهيئة التشريعية الأولى في النظام السياسي للولايات المتحدة، ويتألف من مجلسي النواب والشيوخ.
ويبلغ عدد أعضاء الكونغرس الأمريكي 535 عضواً، منهم 100 سيناتور، و435 نائباً، كما يحتوي على ستة أعضاء ليس لديهم الحق في التصويت مقسمين إلى خمسة مندوبين، ومفوض مندوب.
-بالاضافة الى الانتخابات الرئاسية، سيصوت الامريكيون لتجديد أعضاء الكونغرس: 34 مقعدا في مجلس الشيوخ (من أصل 100) و435 مقعدا في مجلس النواب.
في مجلس الشيوخ، يتم انتخاب الأعضاء الجدد لست سنوات.
ولاية النواب مدتها عامان. ويأمل الديموقراطيون في استعادة هذا المجلس الذي يسيطر عليه حاليا الجمهوريون.
لماذا 435 مقعدا للنواب و100 للشيوخ؟
في 5 نوفمبر 2024، من المقرر انتخاب مرشحين لشغل ما مجموعه 468 مقعدا في الكونغرس الامريكي،33 مقعدا في مجلس الشيوخ وجميع مقاعد مجلس النواب 435.
هذا يطرح سؤالا:لماذا 33 مقعدا فقط من الشيوخ مقابل جميع مقاعد النواب؟يشغل عضو مجلس النواب مقعده مدة عامين وعضو مجلس الشيوخ ستة أعوام.
وأسس واضعو الدستور نظاما قسموا فيه مجلس الشيوخ لثلاث فئات كل فئة تشمل 33 عضوا.
بناء على هذا التقسيم تجري الانتخابات التشريعية للنواب والشيوخ مرة كل عامين، واحدة تتزامن مع الانتخابات الرئاسية، وأخرى في منتصف ولاية الرئيس الامريكي.
وعلى مدى تاريخ تأسيس الولايات المتحدة، كان عدد مقاعد مجلس النواب الامريكي محل جدل وصراع سياسي.ببساطة، تقوم فكرة الدستور الامريكي على أساس فكرة تعزيز تمثيل الفرد، وهذا الفرد له حقوق وعليه واجبات، من أهمها أن يدفع الضرائب.
لذلك برز شعار “لا ضرائب بدون تمثيل”، بمعنى أن الشعب الامريكي لن يقبل بفرض ضرائب كبيرة عليه، مقابل تمثيل ضعيف له في الكونغرس.
من هنا نشأت فكرة ربط الضرائب بتمثيل عادل للامريكيين في الكونغرس، لأنهم يعتقدون أن من يضع قوانين الضرائب يجب أن يمثلهم جيدا، وأن يفهم طبيعة حياة الناس وحاجاتهم وتخوفاتهم.
ولا يزال هذا الشعار مستخدما، حيث يرفعه سكان العاصمة واشنطن، وهي ليست ولاية، الذين يطالبون بتمثيلهم في مجلس الشيوخ وبمنح ممثليهم في مجلس النواب حق التصويت.
ومجلس النواب هو الجزء الوحيد من السلطات الفيدرالية الذي تم إنشاؤه منذ البداية لتوجيه آراء الناس مباشرة إلى واشنطن العاصمة ومن فيها من صناع القرار.
ولكن على مدار القرن الماضي، أصبحت قدرة أي فرد من أعضاء مجلس النواب على تمثيل ناخبيهم حقا أمرا صعبا.
وعندما تأسست الولايات المتحدة الامريكية، كان هناك 65 عضوا في مجلس النواب، يمثلون 3.9 مليون شخص في 13 ولاية. أي في المتوسط، عضو واحد في مجلس النواب لكل 60450 شخصا.
بشكل عام، تتوزع مقاعد مجلس النواب بناء على عدد الأعضاء الممثلين لكل ولاية بناء على التعداد السكاني الذي يجري كل 10 سنوات.
أما مجلس الشيوخ، فالتمثيل ثابت، يخصص لكل ولاية عضوين، بغض النظر عن حجم الولاية سكانيا.
لهذا السبب يشارك الامريكيون في الانتخابات العامة لاختيار الرئيس ونائبه، وجميع أعضاء مجلس النواب، و33 عضوا من الشيوخ، يمثلون فئة من الفئات الثلاث التي يتشكل منها المجلس.
بعد عامين، يصوت الامريكيون مرة أخرى لاختيار جميع أعضاء مجلس النواب، وثلث مقاعد الشيوخ يمثلون فئة أخرى من الفئات الثلاث التي يتشكل منها المجلس.
التصويت التفاضلي في الانتخابات الامريكية
التصويت التفاضلي يتم تطبيقه في نحو 50 مدينة و3 ولايات خلال الانتخابات الامريكية لعام 2024. و إثر إغلاق مراكز الاقتراع في الولايات المتحدة، في الخامس من نوفمبر المقبل، ستبدأ عملية فرز الأصوات لتحديد ممثلي الولايات في الكونغرس وكذلك في المجمع الانتخابي، الذي سيعلن بدوره اسم الرئيس الامريكي المقبل. وستعتمد أغلب الولايات نظام الأغلبية التقليدي المعروف بـ “أف بي بي” أو “First-preference plurality” والذي يعطي الفوز للمرشح الذي يحصل على أكثر عدد من الأصوات في الدائرة الانتخابية.
لكن طبقاً للإحصاءات التي نشرتها منظمة “فير فوت”، فإن أكثر من 50 دائرة انتخابية محلية امريكية، بالإضافة إلى 3 ولايات، ستعتمد في انتخابات 2024 نظاماً مغايراً، يعرف بالتصويت التفاضلي، أو التصويت عبر ترتيب الاختيارات “Ranked Choice Voting”، الذي يتضمن طريقة مختلفة لترتيب المرشحين، قد تؤثر على النتائج النهائية للانتخابات.
وخلال السنوات الأخيرة، وبسبب الاستقطاب الثنائي الحاد في الحياة السياسية الامريكية، بين الجمهوريين والديمقراطيين، عبر أكثر من 80 في المئة من الامريكيين عن خشيتهم، وشعورهم بأن هناك تهديداً للنظام الديمقراطي في بلدهم. وبرزت أصوات تطالب بإحداث تغييرات من شأنها تخفيض حدة الاستقطاب السياسي، ودفع المشرعين المنتخبين إلى العمل بأسلوب توافقي، يعتمد حلولاً وسطى، بعيدا عن المغالاة والتحزب.
كيف يعمل التصويت التفاضلي؟
إذا كان عدد المرشحين في الدائرة الانتخابية من ثلاثة فما فوق، وعند القيام بالتصويت فإن الوثيقة التي تتضمن أسماء المرشحين، تطلب من الناخب ترتيب اختيارته حسب سلم تفاضلي، عوضاً عن اختيار مرشح واحد. ثم تبدأ عملية احتساب الأصوات التي تكون مغايرة تماماً لتلك التي يتم اتباعها في النظام التقليدي، المعروف بـ “أف بي بي”الذي يعطي الفوز للمرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات.
عملية احتساب الأصوات تتم على عدة جولات. إذ يتم أولاً احتساب الأصوات الممنوحة لكل المرشحين، ويعطي التصويت التفاضلي الفوز للمرشح الحاصل على أكثر من 50 في المئة من جملة الأصوات المصرح بها، مثلما هو الحال في نظام “أف بي بي”. لكن ماذا يحدث لو كانت نتائج التصويت متقاربة ولم يحصل أي من المرشحين على تلك النسبة؟
هنا نبدأ اكتشاف خصوصية نظام التصويت التفاضلي، الذي يعتمد طريقة مختلفة لاحتساب الأصوات، يقوم من خلالها بترتيب المرشحين الأكثر شعبية، اعتماداً على الاختيارات المتعددة التي منحها للناخبين عند التصويت.
تعتمد عشرات المدن في عدة ولايات امريكية، من ضمنها سان فرانسيسكو ومينيابوليس وسالت لايك سيتي نظام التصويت التفاضلي، ومنذ عام 2018، اعتمدت ولاية ماين نفس النظام، ومجلس مدينة نيويرك عام 2019 وانضمت إليها كل من ولايتي آلاسكا عام 2022 وهاواي بصفة جزئية في 2023.
عندما تنتهي الجولة الأولى لاحتساب الأصوات، ولا يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50 في المئة، تبدأ الجولة الثانية، التي يتم فيها إخراج المرشح الذي حصل على أقل عدد من الأصوات من السباق، وتُمنح بطاقات الاقتراع التي حصل عليها ذلك إلى المرشح الذي يحتل المرتبة الثانية في باقي البطاقات.
الفيل الجمهوري والحمار الديمقراطي
وبالاتجاه إلى تطور الحملات الانتخابية عبر التاريخ الأمريكي، فإنها كأي انتخابات تتعدد فيها وسائل الدعاية، لكن أكثر ما يلفت النظر فيها المنافسة بين رمزي الحمار والفيل، ولهما قصة كبيرة، إذ يرمز الأول إلى الحزب الديمقراطي، بينما يرمز الثاني إلى الحزب الجمهوري.
واختيار الحمار رمز انتخابي يعود إلى عام 1828، عندما ترشح الديمقراطي أندرو جاكسون للرئاسة وكان شعاره “لنترك الشعب يحكم”، فسخر منه منافسه الجمهوري ووصفه بـ”الشعبوي الرخيص”.
رد جاكسون على هذا الانتقاد باختيار حمار رمادي اللون كشعار له، وجاب القرى بملصقات الحمار، ليظهر أنه قريب من الناس عكس منافسه الجمهوري الذي وصف بأنه نخبوي لا ينشغل بهمومهم.
ومع حلول عام 1870، تحول الحمار إلى رمز للديمقراطيين، عندما قام رسام كاريكاتير برسم مواجهة بين حمار أسود عنيد في مواجهة فيل مذعور، والفيل هنا كان يرمز للجمهوريين، وأصبحت لاحقا مسألة رسومات الحمار والإبداع فيها واحدة من أبرز أشكال الدعاية في الحملات الانتخابية للديمقراطيين.
وقد ظهر الفيل كشعار للجمهوريين في انتخابات عام 1860 في إطار الدعاية المساندة لإبراهام لينكلن، ثم أصبح عام 1870 شعارا للحزب الجمهوري بسبب نفس رسام الكاريكاتير الذي رسم فيلا ضخما يعبر عن الثقل المالي للجمهوريين وصوتهم الوازن.
أما الألوان فيشير الأحمر إلى الحزب الجمهوري الذي كان يتمتع بالثقل في الشمال الفيدرالي خلال فترة الحرب الأهلية في ستينيات القرن الـ19، أما الأزرق فكان يشير إلى ولايات الجنوب، التي كان للحزب الديمقراطي ثقلا بها، وتم استخدامهما لاحقا للتمييز بين الولايات الداعمة للحزبين.