الكاتب..محمد بهجت ثامر
يعد التعداد السكاني من أهم الوسائل التي تعتمدها الدول لفهم الواقع الديمغرافي وتخطيط سياساتها المستقبلية بفاعلية ودقة وتبرز أهمية التعداد السكاني في العراق بشكل خاص نظرًا للتحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية مما يحتم ضرورة الحصول على قاعدة بيانات دقيقة وشاملة يعتمد عليها صناع القرار في رسم السياسة المستقبلية بفاعلية ودقة لتحقيق التنمية المستدامة.
شكلت المياه في مسيرة الإنسانية عاملاً مهماً في ظهور الحضارات وتقدمها، لما يشكله الماء من حالة استقطاب للأفراد وللجماعات مهدت لإقامة المجتمع وإرساء أسسه وإيجاد اللبنة الأولى لقيامه من خلال إقامة التجمعات السكانية بالقرب من الموارد المائية ، أن التوازن بين الموارد المائية وعدد السكان امر في غاية الأهمية ، لكن النمو السكاني والتغيرات المناخية اخلت بهذا التوازن ، اذ اشار تقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان حول «النمو السكاني والمياه» إلى أن سرعة النمو السكاني يعد إحدى العوامل الرئيسية التي تزيد أزمة شح المياه في العالم، كما أن عدم توفر المياه الصالحة للشرب يؤثر سلبا على صحة السكان ومستوى حياتهم.
يعرف مؤشر الإجهاد المائيWater Stress Index بأنه مقياس لندرة كمية المياه العذبة المتجددة المتوفرة لكل شخص في كل عام من إجمالي الموارد المائية المتاحة لسكان الدولة هو مقياس لتحديد ندرة المياه العذبة وقدرتها في تلبية حاجات السكان. وتشير الكثير من الدراسات ان هذه الندرة انعكست واثرت على الكثير من دول العالم ولذلك أدرج المنتدى الاقتصادي العالمي ملف المياه العذبة باعتباره أكبر خطر عالمي من حيث تأثيره المحتمل خلال 30 سنة القادمة. هذا الخطر يعد احد المسببات التي اعترضت قدرات الدول في آمال التنمية المستدامة وتعد أكبر المخاطر التي تصيب الدول وتزيدها فقراً ، لذلك سيوفر التعداد قاعدة بيانات دقيقة وشاملة عن عدد السكان في العراق وهنا تبرز أهمية الاعتماد على نتائج التعداد في رسم السياسة المائية لتجاوز الفجوة المائية الحالية ما بين العرض والطلب (الموارد المائية المتاحة والاحتياجات الفعلية للاستهلاك البشري) وتنمية الموارد المائية المتاحة.
المصدر : الزمان