المسرى… تقرير: فؤاد عبد الله
نسمع بين فترة وأخرى تصريحات من دول خارجية، وتحديداً الإقليمية منها، بأنهم يدعمون الأمن والاستقرار في العراق، ويأملون بعراق وحكومة وبرلمان قوي ومقتدر، وفي الوقت الحالي تمر البلاد بمنعطف خطير، ألا وهو شكل الحكومة الجديدة، والخلاف الدائر الآن بين اكبر مكوناته على شكل تلك الحكومة والذي أخذ مديات متعددة، ما حدا بالنتيجة بجهات خارجية الى محاولة لملمة ذلك التشظي وتقريب الفرقاء.
مصالح كبيرة
الدكتورغازي فيصل مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية يقول لـ( المسرى) في هذا السياق إن “هناك مصالح كبيرة لدول الجوار سواء أكانت توركيا أو إيران أو دول الخليج العربي في العراق، هذه المصالح تكون ذات طبيعة سياسية واقتصادية اجتماعية وحتى أمنية، بسبب تداخل حدودها ومعابرها مع العراق، وفي نفس الوقت هناك قوى سياسية وكتائب مسلحة مختلفة الإتجاهات، يمكن أن تشكل تهديدات لدول الجوار لإرتباطها بأجندة معينة أو إعتبار دور الجوار دول عدو وليست صديقة، لإختلاف رؤيتها وأجنداتها تجاه العراق وبعض دول الجوار”، موضحاً وجود” إنقسام في طبيعة المشهد السياسي العراقي ، وبالتالي يمكن أن تلعب إيران الدور في التأثير أو الضغط أو استثمار أدواتها السياسية أوالعسكرية المسلحة داخل النظام في العراق لتحقيق أهدافها الإستراتيجية في الشرق الاوسط والخليج”.
ضمان الأمن والاستقرار
وأكد فيصل أنه في المقابل “دول الخليج أيضاً تبحث عن ضمان الأمن والإستقرار، وعدم تحول العراق مسرحا للعمليات العسكرية لتهديد الأمن في الخليج العربي والمملكة العربية السعودية والشرق الاوسط عموماً”، منوهاً أن ” تلك الدول تحاول عبر جهودها الدبلوماسية لتهدئة أو فتح قنوات لضمان الأمن والإستقرار، وكذلك التعاون والشراكة مع العراق تأكيداً لما أُقرَّ في مؤتمرات دول جوار العراق التي عقدت سابقاً”.
تدخلات قديمة جديدة
أما الكاتب والباحث في الشؤون السياسية أحمد الهركي فيقول لـ( المسرى) إن “التدخلات السياسية للدول الإقليمية في الشأن العراقي موجودة منذ 2003، نتيجة غياب القرار الوطني العراقي المستقل وحالة التناحر بين المكونات السياسية في البلاد، بالنتيجة كل دولة من هذه الدول تبحث مصالحها وأمنها القومي في العراق”، منوهاً إلى أنه “كلما كان هناك إنسجام وتوافق بين المكونات العراقية يقل هامش هذا التدخل الخارجي، الذي أصبح اليوم جزءاً من المشهد السياسي في العراق، بمعنى أنها تشكل مع عوامل اخرى دوراً رئيسياً في تشكيل الحكومات العراقية المتعاقبة”.
البيئة الإقليمية
ولفت الهركي إلى أن “البيئة الإقليمية المستقرة أحياناً تنعكس على الداخل العراقي وتلعب دوراً مهماً في إستقرار المشهد السياسي في البلاد والعكس صحيح أيضاً، وكذلك أي توتر أو خلل في الداخل العراقي بين المكونات أو داخل المكون نفسه ينعكس على المشهد السياسي الداخلي”.
استقرارالعراق
ويعتبر إستقرار العراق سياسياً وأمنياً جزءا حيوياً واستراتيجياً من إستقرار الخليج والمنطقة والشرق الأوسط، وما زيارة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني إلى النجف، الى محاولة للضغط على الأطراف الشيعية للإتفاق فيما بينها على تشكيل الكتلة الاكبر وشكل الحكومة القادمة.