خاص للمسرى
الشاعر: شعبان سليمان
ترجمة: بدل رفو
النمسا/غراتس
1ــ رسالة من ستوكهولم
أخي .. بيام
الكلمات أضيق من مشاعري
لثمت مبسمي..
شلت ساعدي..
أناملي تجمدت
على لوحة المفاتيح
اجعل من الافكارخبزا
وقصائد
وردد حقيقة الإنسان والأوطان
لفقرء وطني.
*** ***
في ستوكهولم…
مدينة الخمر والحليب
شهد وندف الثلج
تتناثر في أزقتها
في النوادي… حناء ودم
على النهود تصبح عجينا
تتمخض عن جمرات السعادة
في هذه المدينة
في كثير من الأحيان
كأن قلبها توقف عن الخفقان
مدينة فارغة من اللاهوت…
والملائك والشياطين
والبشر أشباح
في مترو الأنفاق
الحجرات قبور مسكونة
الأبنية شواهد الموتى
أعلم أن ابتسامات أطفال وطني
أبهى وأجمل
من أطفال السويد ولكن..
لو لم تمخض مراضع الجبال ملونة
و تحلبوا منها المال وتقسموه بينكم
والنكسة لم تحيلوها انتصارا
وصنعتم من الخرق البالية أبطالا وتماثيل.
*** ***
أخي بيام…
في ستوكهولم
سريري في الآفاق والغيوم
تتوارى خلف السحب
كلنا متساوون
أنا وقطتي وصاحب الأرض
وكلب الجيران
وحتى أكون في هذه المدينة
أفقد بصري من الضباب الكثيف
وحرقة المنفى
ومن شوق لضحكة الشمس
يتصلب جسدي من برودة البحر
أنا أعلم..أن
كوردستان سيدة الفصول
ولكن..
النصف منا
خشية الفاقة
كالأطرش في الزفة كنا
غدونا قطيعا
ينحني على عتبات الأسياد
ولكن…
النصف الآخر
لو لم يبارك لونا آخر
غير (الكوردايتي)
وصلب بقايا الجهد والنضال
على المشانق متدلية.
*** ***
أخي بيام…
تتصورون أن:
من يحيا في ستوكهولم
يبغي الوصول إلى الهدف
كفارس السعادة
ويتعلم عناوين النجوم
لكن في هذه المدينة..
الأموات يفرون من قبورهم
من البرد القارص
ونوارس شطآن البحر
تتساقط سكرى من أعشاشها
الفجر سخيف حين ينبلج
في الظهيرة
عند القيلولة،
والناس يحتفلون بالشمس
كل عام مرة
ولكن…
لو جعلتم شمسا من تلك الثقافة
التي هي أعرق من خف أجدادكم
وغرستم في الحقول رأس الأفعى
وحرثتموه بمحراث صدأ
وقصائدكم دائمة الطواف
حول أحذية الأسياد
ولوعلمتم بأن الدولة أهم
من الغنى
حينها لعلمتم أن شمس
كوردستان أجمل وأبهى
من شمس ستوكهولم.
2 ـــ خاني
أَفِق أيُّها الشَّاعر (خاني)
فالدُّنيا غدَتْ شبراً
والعدو غدا صاحباً
أَفِق ، قبل أن تٌحترق (الشّرفنامة)
بأيدي (بدليسي)
أَفِق .. قبل أن تباع أنشودة (ئه ى رقيب)
لشاعرها (دلدار)
بقدحي (ويكسي) في أنقرة
أفِق يا (خاني)
قبل أن يُخرِجوا رئيس جمهورية مهاباد
(القاضي محمد)
من قبره
وينصبوا له
مشنقةً للمرة الثانية
بالله عليك أن تَفيقَ
قبل أن يبتروا ألسنة الشُّعراء
ويطبِّقوا أفواه وأصوات المغنِّين
أفق يا خاني.
هامش:
خاني ويقصد به الفيلسوف والشَّاعر الكوردي خاني والذي يعد بدوره من روَّاد الشِّعر الكوردي الكلاسيكي وصاحب ملحمة مم وزين.
الشاعر في سطور:
شعبان سليمان محمود والملقب ب(ساتیار جبل گارە) شاعر وموسيقي وملحن كوردي من مدينة دهوك، كوردستان العراق، ولد ونشأ في قرية أور. تأثر الشاعر منذ شبابه بالفنان الكوردي الكبير محمد عارف جزيري، وارتشف من ينابيعه الغنائية وعشقه للفن تعلم آلة الطمبور فى مدينة سرسنك.
درس الصحافة في جامعة (بوليتكنيك) في دهوك عام ٢٠١٧ بعد ان كان قد درس فى بغداد في الثمانينيات،في كليه الشريعة قسم الدراسات الاسلامية و اللغه العربية .
بدأ مشواره الإعلامي بصورة نشيطة عام 1991، حيث كان أول مدير لإذاعة فى سرسنك والتي كانت تعد اول اذاعة كوردية تبث برامجها على موجة (اف م ) في كوردستان العراق.
اصدارت الشاعر :
اصدر الشاعر شعبان سليمان باقة دواوين شعرية :
(دولة من العشق) (2006)
(عروس المطر) (2008)
(گووتگووت ــ القال والقيل) (2009)
(طريق الشاعر) (2010)
دواوين الشاعر الصوتية:
يعد الشاعر شعبان سليمان رائدا من رواد الشعراء الذي اطلقوا طائر الشعر صوتا والقاء برفقة الموسيقى في دواوين على اقراص( سي دي) المدمجة:
(شبكه العشق) (2002)
(رسالة العشق) (2004)
لماذا أتيتِ) ((2007)
عروس المطر) ((2008)
( إشاعة)(2009(
الكليبات الشعرية:
يعد الشاعر شعبان سليمان من الأوائل في تقديم تقديم فكرة الفيديو كليب الشعري في كوردستان العراق حيث قام بدمج الشعر مع الموسيقى والسيناريو والإخراج! وانجز 14 فيديو كليباً باسلوبه الخاص.
قام الشاعر شعبان سليمان بتطوير اسلوب (ستايل ميكس) فى الشعر ليصبح مزيجًا فنيًا جديدًا يجمع مابين عناصر متعددة، وهو ما لاقى استقبالاً حارًا من الجمهور والنقاد.و حققت أعمال الشاعر رواجًا كبيرًا، سواء عبر الدواوين الشعرية أو الكليبات الشعرية، واجتازت حدود الاقليم وتصل إلى الكورد في أنحاء العالم من خلال الشبكة العنكبونية.
مواقف الشاعر :
للشاعر رصيد كبير في مواقفه الجريئة وعُرف بشجاعته في تناول القضايا الاجتماعية والسياسية من خلال الشعر مما جعل منه شاعرًا جماهيريًا يلامس هموم الناس وقريبا من اوجاعهم وطبقة الفقراء .
الحان وكلمات الشاعر :
للشاعر شعبان سليمان اسهامات فنية ايضا لكونه شاعر وملحن موسيقي و الاغاني التى الفها الشاعر قام بتلحين البعض منها بنفسه. وله اعمالا كثيرة في مجال التلحين والموسيقى وعشق تلحين الاغاني منذ الصغر واليوم يعد علامة بارزة في الموسيقى الكوردية وتغنت اشعاره والحانه من قبل مشاهير الكورد ومنهم : الفنانة جوبي فتاح ، الفنان حسن شريف ،الفنان محمد طه آكري، الفنان بلند ابراهيم ، الفنان كاروان كامل ، الفنانة نازك نيروهي،الفنان اسماعيل جمعة ، الفنان ريبوار رؤوف، الفنان شفان كرمافي ، الفنان وهبي صديق ،الفنان سمير صديق ، الفنان لقمان دوسكي ، الفنان ريكيش سيراني ، الفنانة هوزان درويش، الفنانة امان نهيلي ، الفنان تيريز اورمي، الفنان نزار محمد ميخائيل ،الفنان نيكار كامل.الفنان موفق كوران ، تافنان اوميد برواري، الفنان هزار محمد علي ، الفنانة دلنيا قرداغي، الفنان عبدالقهار زاخويي، الفنان جوتيار زاخويي، الفنان صلاح امين ،الفنان نيجير هوراني.
يعد الشاعر والملحن شعبان سليمان ينبوعا لا ينضب من الشعر واللحن والموسيقى في شرق امتلأ بالوجع واضطراب نفسي ولم يبق غير الشعر والموسيقى ليداوي بها هموم الانسان في خضم مآسي الحياة ..ببساطة انه شعبان سليمان الانسان الصديق الطيب والذي لم ينسى شعبه وقضيته يوما ما!!