الكاتب..ياسر المتولي
ورثت الحكومة الحالية وضعاً مأساوياً متمثلاً ببنى تحتية متهالكة في عمرها الإنتاجي رغم كل المحاولات السابقة للعمل على معالجتها ولكن بحلول متواضعة .
ولعل هذه المشكلة المزمنة والمعقدة تطغى على أي نجاح يتحقق في قطاع الخدمات وعلى مقولة مثل شعبي شائع (جيرة بزبون أبيض) تظهر على السطح مهما كان اللباس أنيقاً فتغطي المشهد وتدخله في دائرة الانتقاد .
وهنا لابد من الإشارة إلى أن مشاريع البنى التحتية مهما كانت رصانتها وما تبقَّى من عمرها الإنتاجي فهي لاتحتمل الضغط الذي خلَّفه الانفجار السكاني فهي كانت قد صممت عندما كان حجم نفوس العراق أقل من 10 ملايين نسمة فما بالك إذا تجاوز حاجز الـ 45 مليون نسمة مع تصاعد الحاجة للسكن وما رافقته من تجاوزات على التصميم الأساس للمدن والعشوائيات ولك أن تتصور حجم المشكلة التي تعاني منها البنى التحتية في عدم قدرتها على التحمل .
ومن أبرز وأهم مشاريع البنى التحية هي شبكات الصرف الصحي وتصريف المياه التي باتت غير كافية لاستيعاب ضغط النمو السكاني واتساع الخدمات التي يحتاجها
لذلك تلاحظ مع أول زخّة مطر نؤشر وجود خلل وما تخلّفه من صعوبة في معالجتها بطرق بدائية عن طريق آليات السحب .وعليه تلاحظ أن أي منجز يتحقق مهما كان في معالجة مشكلة مستعصية كشبكة الطرق والمجسّرات لمعالجة الزحام واستيعاب التوسّع في مجال استيراد السيارات عرضة للنقد وضياع قيمته لدى المواطن مع أول زخَّة مطر .وهنا ننبه إلى أن ثورة الخدمات التي تضطلع بها الحكومة لمعالجة هذه الظواهر، لابد أن تسبقها دراسة أوضاع البنى التحتية وإيجاد حلول لها قبل المباشرة في تنفيذ أي مشروع خدمي .
ومع أن نية الحكومة تقديم منجز يذكر في زحمة التحديات والمتطلبات والاحتياجات علينا عدم التقليل من أهميته والحاجة اليه إنما يتعيَّن على الحكومة الأخذ بنظر الاعتبار الأولوية إذ لابد أن توجه نحو تهيئة البنى التحتية التي تتحمل المشاريع القادمة.
المصدر .. الصباح