الكاتب.. عباس الصباغ
حصل التعداد الالكتروني العام للسكان والمنشآت، بقيادة الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط بعيدا عن لغة التخمينات الافتراضية باستخدام التكنلوجيا الرقمية وليست الورقية المعتادة والمتخلفة، وذلك وسط ظروف امنية مناسبة بجهود مشكورة وملموسة للقوات الامنية يقابلها هدود سياسي نسبي مع توافق وانسجام وطني عام بشمول جميع مناطق العراق وبعد عقود عجاف اقليم كردستان العزيز وجاء التعداد تلبية للبرنامج الحكومي المعلن للسيد السوداني وتنفيذا للعهود المبرمة فيه. الهدف النهائي للتعداد انه يمثل خارطة طريق لأصحاب القرار السياسي والاقتصادي والتنموي لرسم السياسات الخاصة لذلك فهو ليس مجرد جمع او احصاء للمعلومات او جمع بيانات تخص الشؤون الديموغرافية والانثروبولوجية والطوبوغرافية والجغرافية السكانية والثرواتية، فهو يرسم خارطة طريق تساعد الحكومة في اتخاذ القرارات وإعداد خطط ناجعة توازن بين عدد السكان والخدمات التي يحتاجون إليها فعلاً، وكذلك الخطط التنموية المستقبلية والإيرادات المالية اللازمة لتوفيرها، ولتنفيذ المشاريع الخدمية وعمليات الإعمار والبناء.والتعداد ايضا مهم كونه سيتمخض عنه انشاء قاعدة بيانات متكاملة وشاملة عن الواقع في العراق ويشخّص الفجوات التنموية في كل قطاعات التنمية، ويساهم في تشكيل خريطة جديدة لتوزيع الثروات بين المحافظات وفق الكثافات والاحجام السكانية لكل محافظة، وهو ما يسهم في تحسين جودة الخدمات العامة وتوجيه الاستثمارات بشكل أكثر كفاءة.وايضا ان البيانات المستخلصة من التعداد السكاني توفّر قاعدة معرفية دقيقة حول الاحتياجات السكانية في مختلف المناطق، ممّا يساعد في توجيه الموارد الحكومية بشكل عادل ناهيك عن ان التعداد سيوفر معلومات هامة للقطاع الخاص عن توزيع السكان لتحديد الأسواق المحتملة والقوى العاملة المتاحة فضلا عن ان التعداد يوفر بيانات دقيقة عن أعداد الذكور والإناث ومعدلات الأعمار، ممّا يسهم في تحديد الاحتياجات الخاصة لكل فئة عمرية وتوجيه الموارد اللازمة لتحسين مستواها المعيشي.على العموم يمكن اجمال فوائد التعداد العام للسكان انه، يساعد على:
توزيع موارد الدولة على السكان بشكل عادل.
توزيع ميزانية الدولة بشكل أفضل على قطاعات مثل التعليم والصحة والتنمية المستدامة بشكل عام.
على التخطيط للمشروعات التي تستهدف تطوير القطاع الاقتصادي والتنمية الاجتماعية.
رصد الكثافة السكانية وتحليل الظروف الاجتماعية والاقتصادية في عموم البلاد ولكل منطقة على حدة.
تحديد نسب الأمية والبطالة والفقر والهجرة.
يوفر معلومات دقيقة عن نسب الشباب وكبار السن، إلى جانب نسبة الذكور والإناث.
يوفر بيانات عن العمالة الوافدة وعدد المهاجرين. اذن التعداد لا يتعلق فقط بإحصاء السكان، بل بالتفاصيل الأكثر تفصيلا للتركيبة السكانية للبلاد، والتي تعتمد عليها الحكومات بعد ذلك في بناء خططها في مجالات التعليم والصحة والصناعة والزراعة والتجارة والقطاعات الاقتصادية كافة لذلك يُعد التعداد العام للسكان والمساكن أداة حيوية في رسم السياسات التنموية وتوجيه الموازنات بشكل جيد. بحسب مستشار رئيس مجلس الوزراء للشؤون المالية، مظهر محمد صالح ((أن خطة (التنمية الوطنية) 2024-2028، بأمسّ الحاجة للنتائج التي سيفرزها التعداد وهو حجر الزاوية في بلوغ التوزيع العادل للموارد بين مختلف السكان ويمنح صانعي القرار نظرة شاملة على الاحتياجات السكانية، فباستخدام نتائجه بشكل صحيح، ومن خلاله بيانات الإحصاء يمكن تحقيق تنمية متوازنة وعدالة اجتماعية أكبر))، مايرسم صورة مشرقة لعراق أفضل وهو استحقاق عراقي ووطني تاريخي كبير. وان غدا لناظره قريب.
المصدر : النبأ