الكاتب..حمزة مصطفى
مع أن الحرب امتداد للسياسة لكن بوسائل أخرى مثلما يقول منظّر الحرب كلاوزفتش، لكن المنطق في السياسة يبقى فاعلا في حال بني على قواعد وأسس صحيحة. منذ أكثر من سنة نحن “العراق” مثلما هي دول المنطقة بل والعالم أجمع، نعيش في ظل نزاعات ومواجهات مستمرة. لا أتحدث هنا عن حروب مشتعلة فشلت كل أنواع السياسة والدبلوماسية في إيقافها مثل الحرب الروسية ـ الأوكرانية، أو الحرب الأهلية في السودان، بل أقصد تحديدا ما حصل منذ “طوفان الأقصى” في تشرين الثاني “نوفمبر” 2023 والى اليوم وما خلفته من تداعيات على كل المستويات. وعلى مدى فترة أكثر من عام كان العراق أحد الدول الفاعلة في المنطقة على مستوى المواقف والتحديات والمساعدات وسواها، من أشكال وصيغ التعببر عن كيفية التعامل مع ما يجري. الحكومة العراقية وعلى لسان رئيسها محمد شياع السوداني استخدمت الدبلوماسية في التعامل مع الأزمة، سواء في غزة أو جنوب لبنان. ومثلما تعاملت مع الوضع المتفجر على المستوى السياسي، الذي كان فاعلا في جوانب كثيرة، لكنه لم يكن على حساب الموقف المؤيد للعراق للحق الفلسطيني في تحرير أرضه ولا حق لبنان في السيادة على كامل أرضه مع إدانة واضحة وصريحة للعدوان الصهيوني على الشعبين الفلسطيني واللبناني. ولم يقف العراق عند هذا الحد، بل أسهم مساهمة فعالة في جهود الإغاثة الإنسانية بكل مستوياتها وصيغها، فضلا عن استخدام ثقله في كل المحافل العربية والدولية، من أجل التعبير عن مواقفه.
اليوم وبعد الذي حصل في الشقيقة سوريا فقد تعامل العراق بحزم مع هذه الأزمة عبر أكثر من مستوى. فعلى صعيد تحصين الجبهة الداخلية كانت الإجراءات فاعلة وحاسمة على كل الأصعدة بمن في ذلك تأمين الحدود بين البلدين، وعلى المستوى الدبلوماسي فإن العراق قام بمبادرات سياسية مختلفة لتطويق الأزمة والوصول إلى حل سياسي لها، فضلا عن الاجتماعات التي شهدتها بغداد لوزراء خارجية العراق وسوريا وإيران، والهادفة هي الأخرى إلى إيجاد حل سياسي للأزمة. كل هذه الجهود تؤكد الدور الفاعل للعراق في المنطقة هذا الدور الذي بدأ يتصاعد، بعد أن بدأ العراق يوظف إمكانياته وقدراته على كل المستويات ومن بينها الدبلوماسية المنتجة.
المصدر ..الصباح