فتح الله حسيني – كاتب وسياسي
أكد الكاتب والسياسي الكردي فتح الله حسيني ضرورة مشاركة جميع المكونات في العملية السياسية السورية بعد اسقاط نظام بشار الأسد، مشددا على الكرد يطالبون بالفيدرالية في سوريا الجديدة.
وقال حسيني خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى إن سوريا بعد 8 كانون الاول دخلت مرحلة جديدة متمثلة بسقوط أحد أعمدة الصراع، مشيرا إلى أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد ونظام حزب البعث كانوا احد أسباب تعميق الأزمة السورية وإطالة أمدها، مشددا على أن سوريا امام مرحلة جديدة لم تتضح ملامحها بعد، رغم أن هناك حكومة في دمشق مؤلفة من مكون واحد في وقت تتعدد فيه القوميات والمذاهب في سوريا، مؤكدا انتظار التسويات السياسية المقبلة لرسم ملامح المرحلة المقبلة.
فتح الله حسيني: تهميش المكونات يجر سوريا للحرب الأهلية
وشدد حسيني على أنه سيكون هناك توافق دولي على التسويات السياسية في سوريا، مؤكدا ان إقصاء بعض الشعوب او المكونات من العملية السياسية يعني تمديد عمر الأزمة أو تجديدها، لافتا الى أن ملامح الحل السياسي لم تتضح بعد وننتظر التوافقات الدولية والتسويات السياسية التي يجب أن تكون لصالح جميع الشعوب في سوريا.
وأشار حسيني إلى انه لم يكن هناك توافق دولي لإسقاط نظام الاسد، مشددا على أنه لو كان هناك توافق دولي وارادة لحل الازمة في سوريا لكانت الأطراف المشاركة في مؤتمر جنيف الاول رسمت خارطة طريق للحل وقتها، لافتا إلى أن غياب الارادة الدولية وفرض الاجندات الخارجية وتدخل روسيا لصالح النظام تسبب في تعميق الأزمة، مشددا على الحاجة لتوافق دولي جديد في ظل ضعف النفوذ الروسي في سوريا، وبات هناك تقوية للنفوذ التركي على حساب النفوذ الايراني في سوريا.
فتح الله حسيني: الكرد دوما يطرحون مبادرات الحوار في سوريا
ولفت حسيني إلى أن تقوية النفوذ التركي في سوريا يغيض الشعب الكردي، لأن تركيا لم يكن يهمها في سوريا سوى إضعاف الكرد والآن هدفها ضرب المشروع الكردي القائم في سوريا وهو الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لافتا إلى أن الدول العظمى لن تتحمل التدخل التركي الذي بات سافرا وترفضه الشعوب السورية، مشددا على أن الشعوب السورية بحاجة إلى حل سياسي سلمي وتسوية سياسية وسلام مع إحقاق حقوق جميع المكونات.
واضاف حسيني أن واشنطن تستطيع الآن فرض رأيها على موسكو في سوريا، مؤكدا أن على الادارة الامريكية أن تعي أن هناك شعوب أخرى في سوريا ودون مشاركة المكونات في العملية السياسية المقبلة في سوريا لن تهدأ الساحة، لافتا إلى أن سوريا مقبلة على سيناريوهات متعددة، منها الحرب الأهلية، وعدم التوافق السياسي وفرض مكون واحد على الحكم، مشيرا إلى أنه ان رغبت دمشق بالحل السياسي وعدم توجه البلد نحو التقسيم فيجب أن تكون هناك شراكة سياسية حقيقية وفق الاستحقاق النسبي.
فتح الله حسيني: الكرد يطالبون بالفيدرالية في سوريا
وتابع حسيني أنه لابد من توافق أمريكي تركي في سوريا في المرحلة المقبلة، لافتا إلى أنه كانت هناك مقايضات في سوريا لإسقاط الاسد، وكان هناك توافق على هيئة تحرير الشام والتي تمتلك علاقات وطيدة مع الولايات المتحدة منذ 2018 وكانا يخططان لهذه المرحلة، مشددا على الحاجة للتوافق الامريكي التركي اليوم لان هناك مناطق سورية تحتلها تركيا، وهناك فصائل مرتزقة تدربها تركيا وقد قاموا بتخريب مناطق مختلفة في سوريا، لافتا إلى أن الوضع الكردي الراهن في سوريا حيث لديهم ادارة ذاتية لمناطقهم يعيق التوافق الامريكي التركي، موضحا ان تركيا تراهن على إسقاط الادارة الذاتية، وتقويض نفوذ قوات سوريا الديمقراطية، لافتا إلى أن الدور قادم على تركيا بعد سوريا ففي خارطة الشرق الأوسط الجديد يجب ألا تكون هناك دول كبرى فهي تشكل خطرا على المصالح الغربية.
فتح الله حسيني: هناك تحرك أمريكي للتسوية بين دمشق والكرد
ولم يستبعد حسيني ان تواجه سوريا مصير ليبيا، مشددا على ضرورة أن تتخلى القوى السياسية السورية عن الاجندات الخارجية وخاصة التركية، داعيا هيئة تحرير الشام لعدم التودد إلى تركيا لأن المشروع التركي هو تقسيم سوريا، مؤكدا ان التوافق بشأن سوريا سيكون صعبة جدا ولابد من ضغط أمريكي جدي للتسوية السياسية في سوريا، كاشفا عن تحركات أمريكية لتسوية بين الادارة الذاتية وهيئة تحرير الشام، مؤكدا ان واشنطن تعول على اتفاق هاتين القوتين لقطع دابر المصالح الاقليمية.
وشدد حسيني على أن الكرد في سوريا يطالبون بدستور جديد يمثل تطلعات جميع الشعوب السورية، مبينا ان الكرد يطالبون بالفيدرالية فهي تناسب الدول التي بحاجة إلى توافقات لإدارتها، لافتا الى ان الفيدرالية لا تعني التقسيم بل هناك دول عدة نظامها فيدرالي، وفي العراق هناك فيدرالية والكرد استطاعوا الحصول على حقوقهم ضمن هذه الفيدرالية.