الكاتب..علي حسين عبيد
فهذه الظروف العصيبة لا تسمح بالنزاعات ولا المناكفات، ومن الأفضل أن يكون الدرس السوري تجربة لساسة العراق كي يصححوا ما حدث من أخطاء في المجالات كافة، وأن يسعوا بجدية للكف عن السياسات الخاطئة، خصوصا ما يتعلق بمصالح الأحزاب، واللجان الاقتصادية التي تستنزف أموال الفقراء.
لابد للعراق أن يسعى لتحقيق التكامل الأمني الإقليمي مع دول المنطقة، بالإضافة إلى استعداده الذاتي الداخلي في معالجة الأوضاع التي تصب في تدعيم وتقوية الأوضاع الداخلية، فالدولة تمتلك عقلية سياسية معينة، وعليها أن تضع مصلحة العراق والعراقيين في المقدمة وبشكل دائم يعتمد استراتيجية ثابتة ودقيقة.
ومن المهم للجهات المختصة أن تتخذ القرارات التي تهدف أولا وأخيرا إلى استقرار العراق وضمان وحدته، وفي نفس الوقت، أن يُصار إلى عملية تنسيقية متواصلة مع الدول الإقليمية التي تسعى لضمان أمنها واستقرارها وهذا حق مشروع ومكفول لجميع الدول من دون استثناء.من الواضح أننا نعيش اليوم في واقع سياسي محتدم، وعلينا أن نتعامل مع هذا الواقع وفق الأوضاع الأمنية التي تحمي أرض العراق وشعبه ومصالحه الاقتصادية والاجتماعية، ومثل هذه الأهداف الكبيرة، لا يمكن أن تتحقق مالم تتصدَ لها إرادة سياسية وعقلية ذات رؤية عميقة، تزاوج بين حماية الأمن الذاتي، ودعم الاستقرار الإقليمي كونه يصب في نشر الأمن والسلام في العراق وفي المنطقة الإقليمية كلها، ولعل التطمينات التي أطلقتها بعض رموز السلطة الجديدة في سوريا يمكن أن يتم تجريبها ويمكن أن تسهم في صنع رؤية جديدة للشرق الأوسط إذا ما تحقق التكامل الإقليمي بصورة متوازنة..
المصدر .. النبأ