23 مقبرة جماعيّة 16 مقبرة تمّ تنقيبها وللبقية احوال وقصص وما خفي منها الله يعلمه.
بعد كبير التعازي لعراقنا عامة وشعب كوردستان خاصة مع عظيم المواساة لعوائل الشهداء كان يومُ 22 كانون1 2024 يومًا مؤلمًا حيث وفي عمق الصحراء جنوب محافظة المثنى تمّ التنقيب في المقبرة السادسة عشرة في بادية السماوة.
بحضور حرم فخامة رئيس الجمهوريّة ورئيس هيئة المستشارين في رئاسة الجمهورية وعدد من مستشاري فخامة رئيس الجمهوريّة وعدد من اعضاء مجلس النواب عن محافظة المثنى وعدد آخر من اعضاء مجلس محافظة المثنى وقائممقام قضاء السلمان ومدير عام المقابر والفريق الدولي المختص هذا ولا أجد أزاء ما رأيتُه اليوم كلمة ممكن أن أعبّر بها عن بشاعة المنظر وعظيم الموقف حيث تمام المقبرة هم من الأطفال والنساء وعليهم آثار الاعدام ومعهم بقايا امتعتهم وحاجياتهم الخاصة فكانت الاساور صغيرة لأنها لطيور وكانت أكثر الجماجم بحجم بيض الحمام لأنّها لأطفال صغار.
وكان هنا قناني علاج لعجوز متعبة وكان هناك مرآة صغيرة لفتاة تطالع جمالها الذي كان بجمال كوردستان وكان من بين الحاجيات مقطاطة ومساحة وقلم رأيت جزدانًا فيه بعض الدراهم وكلّ ما تقدّم يهون أمام العناق الذي ظلّ ماثلًا رغم أكثر من 34 سنة مضت حيث الكلّ شاهد بقايا أمٍ على زندها طفلٌ رضيع واضح أنّها كانت تحتضنه بقوّة وتضمّه لصدرها علّها تصدّ عنه رصاص الاجرام الصدامي عزاؤنا المكرّر لعوائل الشهداء ولا حولَ ولا قوّة إلّا بالله.