المسرى
شهد العراق في عام 2024 أحداثا متنوعة سياسية واقتصادية وأمنية وحتى رياضية، وكانت هذه الفترة الأكثر استقرارًا في البلد مقارنة بالسنوات السابقة،خاصة فيما يتعلق بالأمور ذات الطابع الامني والطائفية.
مطلع العام 2024 شهد ولأول مرة صدور قرار من المحكمة الاتحادية العليا بإلزام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق بتنظيم وإجراء انتخابات برلمان كوردستان، وكذلك ألقى شغور منصب رئيس البرلمان بعد إقالة الحلبوسي بقرار من المحكمة لعدة أشهر بظلاله على المشهد السياسي والتشريعي في البلد، بعدما اخفق البرلمان في عدة جلسات على حسم الأمر بين مرشح تقدم النائب شعلان الكريم الذي حصل على 152 صوتاً، والنائب سالم العيساوي الذي حصل على 97 صوتاً .
وبعد 10 سنوات من الانقطاع عادت مجالس المحافظات إلى التشكل والعمل وفي شهر شباط 2024 ، وسط مخاوف من تكرار تجربة الدورات السابقة التي فشلت في تقديم الخدمات المعنية بها، بل كانت جزءاً من الفساد والصفقات والمحاصصة بحسب مراقبين، كما وأصدرت المحكمة الاتحادية قرارات تشير إلى عدم دستورية بعض من مواد قانون انتخابات برلمان كردستان، منها إلغاء مقاعد كوتا الأقليات الـ 11 وتقسيم الإقليم إلى أربع دوائر انتخابية، إضافة إلى إلزام الحكومتين الاتحادية والإقليم بوجوب توطين رواتب موظفي الأخيرة لدى المصارف الحكومية الاتحادية العاملة خارج الإقليم .
وبحلول شهر نيسان 2024 رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني يلتقي الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن في البيت الأبيض بالعاصمة الأمريكية واشنطن التي وصلها في زيارة رسمية، لبحث القضايا والملفات الثنائية، وملف الانتقال بالعلاقة بين العراق والولايات المتحدة إلى شراكة مستدامة، على أسس اقتصادية، وضمن مسار التعاون الثنائي في مختلف المجالات، كما في الشهر نفسه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان زار بغداد في زيارة رسمية هي الأولى منذ 13 عاماً، لبحث العديد من الملفات المشتركة التي كانت بحاجة إلى حل وخصوصاً ملفات المياه وتصدير النفط من إقليم كردستان وطريق التنمية والتعاون الاقتصادي والمصرفي وملف الأمن المشترك.
شهر أيار 2024 كانت حبلى بالأحداث منها إنهاء عمل بعثة اليونامي في العراق، الذي جاء بطلب عراقي وتوصية أممية، وهو ما أكدته آخر إحاطة للممثلة السابقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت في مجلس الأمن.
وبدخول البلد منتصف 2024 ، الأمم المتحدة تعين العُماني”محمد بن عوض الحساني “مندوبا لها في العراق خلفا لبلاسخارت بعد موافقة مجلس الأمن الدولي بالإجماع على إنهاء مهمة الأمم المتحدة السياسية في العراق، هذا بالإضافة إلى تفنيد التصريحات التي أشارت إلى احتمال إجراء انتخابات مبكرة في البلد.
وفي شهر تموز 2024 أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين عن إغلاق مخيم ” آشتي ” للنازحين في السليمانية بالكامل بعد عودة آخر وجبة من النازحين من مخيمات محافظة السليمانية، الى أماكنهم الأصلية .
ووصولا لشهرآب 2024، فقد شهد البلد سجالات وجدالات سياسية ونيابية ومجتمعية حول تمرير قانوني العفو العام والأحوال الشخصية، وأصبح تمريرها مرتبطان ببعض وبسببهما تأجلت عدة جلسات نيابية، هذا بالإضافة إلى انه بعد أكثر من 7 أشهر ، تمكن مجلس محافظة كركوك من انتخاب ريبوار طه محافظاً لكركوك ومحمد الحافظ رئيسا للمجلس في جلسة عقدت في فندق الرشيد ببغداد .
وفي شهر أيلول 2024 شهد العراق وصول الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان إلى بغداد في أول زيارة له إلى الخارج منذ انتخابه في تموز الماضي من أجل تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة أصلا بين البلدين، وأيضا أعلنت الخارجية العراقية جدولا زمنيا لإنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي لهزيمة داعش في العراق خلال الـ 12 شهرا المقبلة، وفي موعد لا يتجاوز نهاية أيلول 2025.
وبالانتقال إلى شهر تشرين الأول 2024 فنرى أن مواطني إقليم كردستان قد توافدوا إلى صناديق الاقتراع لاختيار برلمانهم بعد مرور أكثر من ست سنوات منذ آخر اقتراع لاختيار برلمان كردستان ، وكذلك بعد عدة جلسات غير موفقة ومرور حوالي عام على إقالة” الحلبوسي” من البرلمان بقرار قضائي، تمكن مجلس النواب من انتخاب محمود المشهداني لمنصب رئيس البرلمان .
وفي شهر تشرين الثاني 2024 ، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يصل إقليم كردستان ويزور مدينتي اربيل والسليمانية من اجل إجراء مباحثات تتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم ومعالجة عدد من الملفات العالقة بين الحكومتين، وأيضا شهد الشهر إجراء التعداد العام للسكان والمساكن في كل محافظات العراق بضمنها إقليم كردستان وأعلن رئيس الوزراء عن نجاح العملية، مشيرا إلى أنه في ضوء اكتمال قاعدة بيانات التعداد العامة فإن عدد سكان العراق بلغ أكثر من 45 مليون نسمة .
أما شهر كانون الاول 2024، فقد كان حاميا في بدايته، حيث أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال استضافته في البرلمان إن : قضية التجسس والتنصت هي “كذبة القرن” ولا تستند لأي شيء، وفي المقابل أكد الممثل الأممي في العراق محمد الحسان في إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي أن العراق شهد تطورات إيجابية خلال الأشهر الأخيرة وإنه ينعم بسلام وأمن لم تشهدهما منذ سنوات.
ويأمل العراقيون حكومة وشعبا استمرار استقرار الوضع الداخلي في البلاد، والسعي الحثيث للمزيد من التطور والبناء وتأهيل البنى التحتية ووتشييد المشاريع الاستراتيجية التي تخدم المواطن وتضعه في مصاف الدول المتقدمة ويكون صاحب مكانة على الساحة الاقليمية والدولية.