الكاتب.. نبيل العبادي
تعد الثقافة الوظيفية جزءًا أساسيًا من متطلبات نجاح أي عمل لأي مؤسسة .وبتعريف مبسط للثقافة الوظيفية، فهي ليست مجرد مجموعة قيم يتسلح بها الموظف، إنما هي أساس لتحقيق النجاح المستدام في عالم الأعمال الحرة .
وهنا اليوم، أركز على جزئية تتعلق بالقطاع المصرفي، ذلك لأن الثقافة المصرفية تؤدي دورًا حيويًا في تعزيز الأداء الذي ينعكس على رضا العملاء، وتتمحور الثقافة المصرفية حول مجموعة من القيم والمبادئ، التي توجه سلوك المصرفي وتحدد طريقة عمله التي تتطلب سلوكاً يناسب رغبة جمهور وعملاء المصارف.
من المفيد الإشارة إلى أن العاملين في المصارف يتحملون مسؤولية كبيرة تجاه العملاء وأموالهم، لذلك، من الضروري أن يتمتعوا بقيم الأخلاق والمهنية في جميع تعاملاتهم. من خلال النزاهة، والشفافية، والموثوقية.
ولما كان القطاع المصرفي يعتمد بشكل كبير على تقديم خدمات عالية الجودة للعملاء، لذلك يجب على المصرفيين الالتزام بالتميز في تقديم الخدمات، والسعي المستمر لتحسين العمليات وتلبية احتياجات العملاء بفعالية.
مع تطور التكنولوجيا وتغير احتياجات العملاء، يتعين على العاملين في هذا الحقل أن يكونوا مبتكرين وقادرين على التكيف مع التغيرات، خصوصا مع التحول الرقمي الذي تشهده البلاد وتتبناه الحكومة، لتقويم مسارات الأداء في جميع القطاعات، والابتكار يساعد في تقديم حلول مصرفية جديدة تجذب العملاء.
وبغية التكيف مع المتغيرات آنفة الذكر، تدعو الحاجة إلى اعتماد التدريب المتواصل بما يعزز من قدراتهم على مواكبة التقنيات الجديدة والقوانين المصرفية .
وتسهم الثقافة المصرفية الجيدة في تعزيز التعاون، وخلق روح العمل الجماعي بين الموظفين كفريق عمل متمسك بتحقيق الأهداف المؤسسية، وتقديم خدمة مميزة للعملاء.ولما كان الزبائن هم محور العمل المصرفي، لذلك يجب أن تكون خدمته في قلب الثقافة المصرفية، من خلال الاستماع لاحتياجاته وتقديم حلول تعزز من تمسك العملاء بالتعامل مع مصرف بعينه .من أجل ذلك، قلنا في سياق حديثنا هذا، إن الثقافة المصرفية أساس النجاح المستدام في عالم المال والأعمال، عبر التركيز على هذه الجوانب التي ذكرناها بما يمكن المؤسسات المصرفية من خلق بيئة عمل محفزة وتدعم التميز والنمو.
المصدر .. صحيفة الصباح