الكاتب.. محمد عبد الجبار الشبوط
تشكل المواطنة الأساس الذي يُبنى عليه المجتمع السليم والمتماسك. المواطنة تعني الانتماء إلى الوطن، والالتزام بحقوق وواجبات تجاه المجتمع. عندما يكون كل فرد في المجتمع واعيًا بمسؤولياته كمواطن، يصبح المجتمع أكثر استقرارًا وازدهارًا. المواطنة توحد الناس بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو الطائفية، وتدفع نحو العيش المشترك في إطار الاحترام المتبادل والتسامح.
المواطنة ليست مجرد هوية تُحمل على جواز السفر، بل هي شعور بالمسؤولية والمشاركة الفعالة في صنع القرار ودعم القيم الديمقراطية. يتجلى دور المواطنة في تعزيز اللحمة الاجتماعية وفي دفع الناس للمساهمة في تحسين جودة الحياة للجميع. وهذا هو مضمون مبدأ “المواطن الفعال”.
بينما المواطنة تبني الأساس، تأتي الكفاءة لقياس وتقييم التقدم المحرز في المجتمع. الكفاءة تشير إلى القدرة والفعالية في أداء الأعمال وتحقيق الأهداف بطرق مبتكرة واقتصادية. الكفاءة تتطلب امتلاك المهارة والمعرفة، وتوجيهها نحو أهداف محددة بوضوح.
إن الاعتماد على الكفاءة كمعيار في عدة مجالات، مثل التوظيف والتعليم والقيادة، يساهم في تحقيق نمو اقتصادي واجتماعي متوازن. الكفاءة تساعد في تحسين الأداء المؤسسي، وتزيد من الإنتاجية والجودة، وتقود إلى الابتكار في مختلف المجالات.
عندما يتم الجمع بين المواطنة والكفاءة، يتحقق التوازن الأمثل في المجتمع. بنية المواطنة تقوي انتماء الأفراد وتحفزهم على المشاركة المجتمعية، بينما تضمن الكفاءة أن يكون الأداء فعّالاً وقادرًا على تحقيق نتائج إيجابية وملموسة.
يمثل هذا المبدأ قاعدة اساسية لبناء مجتمع متقدم يعتمد على وحدتي بناء وقياس تعملان جنبًا إلى جنب، و يجمعهما الالتزام بالقيم الإنسانية والأخلاقية التي تصون حقوق الجميع وتعزز فرص التنمية المستدامة.ما زلت أن يكون هذا المبدأ مصدر إلهام للمجتمعات كافة في سعيها نحو بناء حاضر ومستقبل أفضل لكل مواطن في اطار نموذج الدولة الحضارية الحديثة.
المصدر : النبأ