الكاتب.. آلان علي
عندما يحترق منزل جارك، فإن الأمر لا يعدو أن يكون مسألة وقت قبل أن تصل النيران إلى منزلك.
هذه الحكمة تلخّص المشهد العراقي اليوم، حيث تقرع أزمات الشرق الأوسط أبوابه، وعلى رأسها الأزمة السورية التي شهدت مؤخرا سقوط نظام بشار الأسد بعد أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد.
في ظل هذا الواقع المضطرب، يملك العراق فرصة ذهبية للنهوض تحت قيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي أحرز إنجازات ملموسة على صعيد البنية التحتية، ومكافحة الفساد، وتعزيز أمن الطاقة. لكن كما علّمنا التاريخ، كلما اقترب العراق من استعادة عافيته، تدخلت أياد خارجية لعرقلة مساره.
السؤال الملح: هل يتعلم العراق من دروس الماضي، أم يُكرّر أخطاءه؟
دروس من التاريخ: “فرّق تسد” وسيناريو الغزاة
العراق، مهد الحضارات وموطن سومر وأكد وبابل وآشور، ظلّ عبر العصور مطمعا للقوى الإقليمية والدولية. من العثمانيين إلى البريطانيين، ومن الغزاة القدماء إلى المؤامرات الحديثة، ظلت سياسة “فرّق تسد” أداة فعّالة في تمزيق النسيج الوطني.
لكن التاريخ يُخبرنا أن الوحدة كانت دائما السلاح الأمضى للعراقيين في مواجهة التحديات.
إن وعي العراقيين بتاريخهم هو الدرع الحقيقي ضد محاولات تفتيت وحدتهم الوطنية.
إنها لحظة تاريخية تتطلب وضوح الرؤية وشجاعة القرار، وإرادة حقيقية لبناء عراق موحد ومستقر.
المصدر : صحيفة الصباح