لا يزال مقهى الشعب في مدينة السليمانية الذي يتجاوز عمره سبعين عاماً، يستقبل رواده، حيث يشكل المقهى العريق ملتقى للأدباء والمفكرين والمثققفين من أهالي المحافظة ومحافظات أخرى، لمناقشة القضايا الأدبية والثقافية والاجتماعية.
يقول بكر محمد شريف – صاحب مقهى الشعب للمسرى: “يعود تاريخ مقهى الشعب إلى العام 1950، وتأسس على يدِ والدي شريف القهوجي وان هذا المكان كان هو المقهى منذ القدم وأعلاه كان فندقاً يدعى فندق الشعب”.
واضاف شريف، ان “المقهى اتجه يوماً بعد يوم نحو الانهيار، وانه في عهد صدام حسين كانت هناك محاولات كثيرة لاعتقال بعض المرتادين للمقهى، إلا انه لم يكن بالامكان اعتقال أي احد”.
واشار الى ان “المقهى يحتوي على كتب تاريخية وأدبية شعرية. كما وتحتوي مكتبة المقهى على دفتر يسمى (كشكول الشعب)، وقَّع فيه العديد من الشعراء منهم شيركو بيكس وشعراء آخرين رَحَلوا وبعضهم لا يزالون على قيد الحياة. هذا الدفتر موجود منذ العام ألفين”.
من جانبه اوضح الشاعر اسماعيل طالباني للمسرى، انه “إذا أمعنتَ النظر في تاريخ مدينة السليمانية، سترى بأن مقهى الشعب هو من المقاهي التي احتضنت كافة شرائح المجتمع بدون أي تمييز”.
وأستطيع القول إن “عمر مقهى الشعب أكثر من سبعبن عاما وأن ما ميّز مقهى الشعب عن المقاهي الاخرى في السليمانية هو أنه أصبح داراَ للمثقفين والادباء والشعراء”.
وقال: ان “المقهى أصبح بيته الثاني وانه إذا لم أرتاد يوميا هذا المكان يحسُّ بان هناك فراغا في حياته لم يتمكن من ملئه”.
واشار الى ان “ما يميّز مقهى الشعب هو تاريخه والتصميم الداخلي للمقهى بوجود صور للعديد من الشخصيات الشهيرة معلقة على جدران المقهى، من الذين ما زالوا على قيد الحياة ومن الذين رحلوا”.
واكد طالباني، انه “يتمنى ان يصبح مقهى الشعب بيئة دائمة لكافة الشرائح الحالية في المجتمع وللجيل القادم أيضا، داعيا السلطات الكردية الى الالتفات الى مقهى الشعب وافتتاح مقاهي اخرى مثل هذا المقهى، حتى يعيش الجميع في ظل أجواء من الحرية والاستقرار وقبول الاخر في مدينة السليمانية”.
الشاعر من مدينة السليمانية نامو قال من جهته للمسرى: انه “يرتادُ مقهى الشعب منذ العام 1985 ويلتقي مع الاصدقاء من الفنانين والكُتاب والمثقفين في مدينة السليمانية، وكذلك المثقفين من شرقي كردستان ومدنٍ اخرى”.
واضاف، انه “يعتزمُ عرض كتبه في مقهى الشعب قريبا حتى يستفيد منها المرتادين الى المقهى”.
واكد نامو، ان “المقهى اصبح معروفاً جدا للحوارات واللقاءات لاشخاص حتى خارج مدينة السليمانية، من شرقي كردستان ومن بغداد، واصبح المقهى مركزا تراثيا لمدينة السليمانية ويتم التعامل مع المرتادين بكل احترام من قبل صاحب المقهى الذي تاسس في العام 1950، وتم تعميره وتحديثه ثلاث الى اربع مرات، كان أول مرة بأمر الراحل مام جلال وبعد ذلك من قبل السيد كوسرت رسول وبعدها من قبل شالاو علي عسكري وآخر مرة تم تعميره وتحديثه من قبل منظمة مام”.
المخرج السينمائي جليل زنكنة، من جانبه اضاف للمسرى، انه “يرتاد مقهى الشعب مرة او مرتين اسبوعيا، لانه اذا لم يرتاد المقهى كأنه لم ير السليمانية”.
واوضح انه”في السابق كانت هناك ثلاث امكنة من رموز السليمانية وهي (سرا ومكتبة الراحل عمر ومقهى الشعب)”.
وحول اخر اعماله التلفزيونية، قال زنكنة: انه “بعد طرح الجزء الاول والثاني والثالث من دراما (كردلول) على شاشة قناة كردسات، فانه يعمل الان على الجزئين الرابع والخامس وسيكون الاخيرين للمسلسل”.