إعداد: شبل السبع
ما حدث عندئذ، سيحدث مجددا، ذلك إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يطالب دول الخليج تحويلات واستثمارات خيالية.
طلب، علنا، من السعودية تريليون دولار، مع أن الصندوق السيادي السعودي لا يحتوي على هذا المبلغ، والعديد من أصوله المالية موظفة في استثماراته المحلية، والتي لا يمكن تسييلها بهذه السهولة، لأنها تفترض خصخصة شركات محلية، بينما رأس المال الأجنبي لا يتهافت عليها.
صحيح أن الإمارات في وضع أفضل لأن صناديقها السيادية أكبر، وليس لديها العجز في ميزانية الدولة الذي تعاني منه السعودية، والذي يبلغ حوالي 6⁒ من الدخل القومي، إلا أن لدى الإمارات العديد من الالتزامات الخارجية في اسيا وافريقيا، والتي تمنعها من تحقيق أمنيات ترامب بهذه السهولة
تبقى قطر هي الدولة التي لديها الفائض الأكبر، لكن هي، أيضا، ملتزمة باستثمارات ضخمة في الغاز المسيل الذي سيزداد انتاجه بنسبة 80⁒ بعد سنتين، بالإضافة إلى التزامات مع تركيا التي هي بحاجة ماسة لرؤوس الأموال الأجنبية.
وفي الخلاصة، لا يسعنا إلا القول إن مطالب الرئيس ترامب “الأمن مقابل المال”، تذكر، بامتياز، بإتاوات ألمافيا، ولا يمكن الاستجابة إليها إلا من خلال ازدياد قروض دول الخليج، على حساب دعم لبنان وسوريا وفلسطين.