إن قيادة الاتحاد الوطني اتخذت قرارا واقعيا وحكيما بعقد (ملتقى الاتحاد) وذلك لاجل تجديد رؤى وسياسات الاتحاد الوطني فيما يخص مجمل المجالات مفاصل المجتمع وادارة الحكم والعمل الحزبي، لتوسيع قدرات هذا الحزب في خدمة المواطنين وسائر شعب كوردستان عبر هذا التجديد. من الواضح ان تأثيرات هذا التجديد ستكون لها ابعاد داخلية وخارجية.
على الصعيد الداخلي للحزب، يبدو ان قرار عقد هذا الملتقى اتخذ في واحدة من مراحل الاتحاد الوطني الحساسة. ها هو الاتحاد الوطني يتخذ الان وبعد سنوات من ضعف القيم السياسية والمجتمعية قرار تجديد رؤاه وبعد نظره وستراتيجيته، لربما كان الامر طبيعا بالنسبة لبعض الاحزاب السياسية الذين قضوا سنوات في هذا الوضع نتيجة اسباب مختلفة وبرامتيكية، لكن عند الاتحاد الوطني الذي تأسس في الاصل على مبادئ (العصبة) الفكرية والايدولوجية القوية ليتخذ بعد ذلك من الاشتراكية الديمقراطية هويته الفكرية والسياسية، ليس طبيعيا للاتحاد ان يفقد في مرحلة تأريخية هويته والاختلافات الفكرية ويتوقع نجاحا في ادارة السياسة.
بالرغم من ان الاتحاد الوطني يعاني منذ سنين من ضعف الهوية الفكرية وعدم وجود رؤية وسياسة واضحة حيال المشاكل، ولكن يبدو ان هذه المشكلة واجهت كوادر الاتحاد الوطني باساليب مختلفة بعد انعقاد المؤتمر العام الرابع للحزب الذي سُعي لان يكون مؤتمرا للتجديد، وولدت لديهم اسئلة جدية.
في الواقع ان وجود قيادة جديدة للاتحاد الوطني والتي تسعى بوضوح الى احداث تغيير في الوقت الراهن سبب مهم لتقوية دعوات الاصلاح الحالية.
وبالتالي فانه من الضروري وقوف ملتقى الاتحاد الوطني عند طرق وسبل تجديد مفاصل ومؤسسات حزبنا ومدى عصريتها وفائدتها؟
والى اي مدى بامكانها تحقيق واجبات واهداف اتحادنا وسائر شعبنا البعيدة والقريبة وكيفية ذلك؟ وكيف نسطيع تجميع وتقديم صياغة وهوية جديدة تلائم روح ومتطلبات اليوم لنهج العم الكبير (مام جلال) ؟
والى اي مدى يتطابق ويتناسب وعينا الحزبي مع متغيرات العصر ومع حزب قيادي كالاتحاد الوطني، وما العملُ لتطوير وعي وقدرات كوادرنا الحزبية ؟ … والى اخره.
وبهذا فان تعريف فكر وسياسيات الاتحاد الوطني سيهب من جديد مؤسسات الحزب الرئيسية قدرات هائلة عبر كوادر الاتحاد الوطني الفعالة والمخلصة من خلال مناظرات موسعة، وسيلعب دورا رئيسيا في احياء الحياة السياسية والحزبية والديمقراطية للمؤسسات الرئيسية، الامر الذي سيترك بلاشك اثارا ايجابية مباشرة على تطوير عملية حكم رشيد وخدمة المواطن اكثر.
وعلى الصعيد الخارجي للاتحاد الوطني، ولكي يعود هذا الحزب رائدا في التغييرات الوطنية والقومية، في سبيل ادارة المبادرات السياسية في اقليم كوردستان، فيجب على الاتحاد الوطني اجراء مراجعة عميقة وعصرية لمجمل سياساته وستراتيجياته، وصياغة برامج ومشاريع حديثة لحل المشاكل الوطنية والقومية كالمناطق المتنازع عليها والنظام السياسي في الاقليم واقتصاد كوردستان وعلاقاتنا مع الحكومة المركزية والدول الاخرى، وكيفية تقوية مكانة الحكم الرشيد والعدالة الاجتماعية وتعزيز وتمتين نظام التربية والتعليم العالي.
كما ان المتغيرات السريعة والواسعة على الساحة الكوردستانية والعراقية والمنطقة تستدعي اجراء قراءات جديدة ومختلفة لها من لدن اتحادنا الوطني، ومن المهم ان يُوجِدَ ويوفر ملتقى الاتحاد هذه القراءات والرؤى المستقبلية من جهة، ومن جهة اخرى إحداث سبل وطرق وآليات جديدة وحديثة مبتدعة بغرض التنبه والانسجام المستمر مع المتغيرات المتنوعة.
لنتخذ من ملتقى الاتحاد الوطني محطة حقيقة لتجديد وبناء الاتحاد الوطني، عبر اشعال روح الحماسة عند اولادنا عبر الايمان بحب الحياة وحب كوردستان وحب الانسان وتقديم الخدمة العامة. ان اي تجديد عصري يجريه الاتحاد الوطني اليوم له تأثير ايجابي قوي على تنمية المجتمع وتقدم العملية السياسية في الاقليم، وبهذا سيعود راسمال كوردستان الحقيقي الذي هو مواطنو كوردستان مركز الثقل الحزبي والسياسي وادارة الحكم في اقليمنا.
د. يوسف كوران
مسؤول الهيئة الاستشارية التابعة للمكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني