حرب روسيا واوكرانيا ام الناتو وروسيا ؟
شوان كريم كابان
عضو سابق في برلمان اقليم كوردستان
مهما كانت اسباب الحرب، فنتائجها الخراب والقتل والدمار، من الافضل معالجة اسباب اندلاعها قبل بدءها، وفي حال اندلعت، فكلما توقفت مبكرا كلما كانت الاضرار اقل.
انا كإنسان وكردي بالرغم من وقوفي بالضد من الحرب وشهدت مآسيها، لكني اود عرض بعض الملاحظات وطرح بعض الاسئلة حول مايحدث حاليا في حرب اوكرانيا.
تأريخ العلاقات بين روسيا واوكرانيا
تاريخ العلاقات بين روسيا واوكرانيا يعود الى بضعة الاف سنين من الان، عندما كان الروس يسمون روسكيفا او روسكيف، مامعناه روس كييف.
كما ان كييف الحالية كانت عاصمة روسيا حينها.
تأسست اوكرانيا عقب ثورة اوكتوبر، وكانت تتالف من جزءين، ثم اصبحت اوكرانيا واحدة، الحقت بها القرم في عهد رئيس اتحاد السوفيتي سابقا نيكيتا خروتشوف، كونه كان من سكانها. في عام ١٩٤١ هاجم جيش المانيا النازية الاتحاد السوفيتي، واول بقعة ومكان احتله كانت اوكرانيا الحالية وكييف، انضم الاوكرانيون الشوفينيون الى هتلر في حربه ضع السوفيت. وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي، انفصلت اوكرانيا وكانت تعاني في اغلب المراحل من مشاكل مع روسيا، ولطالما اضطهدت اوكرانيا الروس الاوكرانيين وحرمتهم من التحدث بلغتهم. لتتخذ اثر ذلك وفي عام ٢٠١٤ منطقتان ذو اغلبية روسية الانفصال، وصوتت اغلبية سكان القرم في استفتاء الانضمام الى روسيا والاخير ابدى موافقته على ذلك لتنتج عنه مشكلة كبيرة واستخدمت اوكرانيا القوة ضد منطقة دومباس التي اعلنت فيها جمهوريتان، وقتل مذ ذاك الحين الالاف في تلك المنطقة.
عدم حل المشاكل
لقد حاولت روسيا كثيرا مع اوكرانيا لحل مشكلة تلك المنطقة وتجنب توتر اكثر.
في مقابل مساعي روسيا، حاول خصوم روسيا في داخل اوكرانيا ابعاد المؤيدين لروسيا عن السلطة، وهذا ماحصل. ولاحقا واثر اشتداد الخلافات فيما بين روسيا واوكرانيا، سخر الاخير كل جهوده، كي تصبح عضوا في الاتحاد الاوروبي والناتو ايضا. وزاد ذلك من مخاوف روسيا ودعت امريكا الى عدم السعي وراء ذلك وطالبت في الوقت ذاته من اوروبا وامريكا ضمان امن روسيا، ونزولا عند طاعة وبحسب روسيا انها لم تحصل على اجابة من امريكا واوروبا ولا من اوكرانيا، واعربت روسيا اثر ذلك عن قلقها من ذلك، اي ان تتقدم الناتو نحو اوكرانيا وتصبح الاخيرة عضوا في الحلف، وبهذا تتعرض روسيا الى التهديد لاسيما وان النازيين في السلطة حسب قول روسيا.
الثورة البرتقالية
بعد الاحداث التي شهدها عام ٢٠٠٤ والتي عرفت بالثورة البرتقالية، تقول روسيا : ان امريكا فرضت سلطتها في اوكرانيا عبر مؤسسة الاستخبارات بهدف معاداة روسيا.
ولجملة الاسباب المذكورة وبحسب روسيا فانه لوجود النازيين الجدد ومساعي اوكرانيا للحصول على عضوية الناتو وحرب اوكرانيا ضد اقليم دونباس ومحاولات الحكومة الاوكرانية للحصول على اسلحة نووية، قد قررت روسيا مهاجمة اوكرانيا.
اسباب الحرب
الحرب مستمرة في الوقت الراهن، والسؤال هنا هل هذه حرب روسيا واوكرانيا؟ لا، وهذا رأيي، انها حرب روسيا وحلف الشمال الاطلسي الذي تشكل اساسا ضد سوفيات امس! لماذا ! لان :
اولا : معظم اعضاء هذا الحلف فرضوا عقبات مختلفة على روسيا.
ثانيا : اغلقوا سماء بلدنهم امام الطائرات الروسية.
ثالثا : قرر معظم اعضاء الحلف ارسال الاسلحة والذخائر والطائرات منها ميك ٢٩ و ٢٥ والصواريخ ومضادات الطائرات.
رابعا : قرر اغلبهم فتح مكاتب لتسجيل المتطوعين الراغبين بقتال روسيا في اوكرانيا، ويفيد اخر الاخبار ان عددا من متقاعدي القوات الخاصة البريطانية قد تحركوا الى هناك، كما ان عددا من المسلحين المتطرفين الذين يكنون العداء لروسيا وسوريا وحاربوا في ارض الاخير، قرروا الالتحاق باوكرانيا.
خامسا : ان القسم الاعظم من تلك الدول، اوقفوا القنوات التلفزيونية ووكالات الانباء الروسية في بلدانهم.كما حجبوا كل مايتعلق بروسيا وقنواتها الاعلامية في يوتيوب وفيسبوك وانستغرام وغوغل، ولاتصل اخبار الحرب والرؤى الروسية الى شعوب اوروبا الا نادرا.
سادسا : اغلق قسم من هذه الدول مضايقهم بوجه السفن الروسية، واغلقت تركيا بدورها مضيقي بسفور ودردنيل بوجه السفن الحربية.
سابعا : علق معظم الاتحادات الرياضية الاوروبية والعالمية، عضوية روسيا، كما قرر اكثر تلك الدول عدم المشاركة امام روسيا في اي من الفعاليات الرياضية.
ثامنا : قامت تلك الدول بتعليق عضوية روسيا في عدد التحالفات والاتحادات.
تاسعا : تحشدت سائر الاعلام الامريكي والاوربي ضد روسيا.
عاشرا : خصصت كل من الولايات المتحدة واوروبا مبالغ مالية ضخمة كمساعدات لاوكرانيا. لربما هناك من يقول ان امريكا واوروبا لم تتدخلا شخصيا في الحرب.
في المححصلة
اذا كان ارسال الاسلحة ومنها الثقيلة وتخصيص الاموال وارسال المقاتلين وفرض العقوبات وكبت الاصوات وارسال القوات الخاصة وقطع الطرق البحرية، عدم مشاركة في الحرب، فماذا يسمى ذلك؟
وكل تلك العقوبات تاتي وقد حصل بالفعل العديد من التدخلات العسكرية بعد الحرب العالمية الثانية من قبل البلدان الاخرى وخلفت ضحايا واضرار فادحة، ولم تتخذ اي من الدول التي فرضت العقوبات المذكورة على روسيا، مواقف مشابهة كالتي فعلتها مع موسكو، ولم تحرك ساكنا، واضرب لك مثلا : الحرب الكورية بقيادة الولايات المتحدة، الحرب الفرنسية الفيتنامية، حرب امريكا وفيتنام، حرب العراق ضد ايران، حرب بريطانيا والارجنتين، حرب امريكا ضد بنما، حرب الناتو بقيادة الولايات المتحدة ضد يوغوسلافيا في قلب اوروبا، حرب امريكا ضد افغانستان بمشاركة عدد من الدول الاوروبية التي استغرقت عشرين سنة، حرب الغرب وامريكا ضد ليبيا بحجة ماسمي الربيع العربي، حرب الغرب وامريكا وعدد من الدول الخليجية ضد سوريا بالحجة نفسها، حرب التحالف العربي باشراف العربية السعودية وتعاون امريكا والغرب ضد الحوثيين واطراف يمنية في ذلك البلد… والى اخره.
ما اشرت اليه ليس القصد منه الدفاع عن روسيا، بل كي اقول ان امريكا والغرب يحركان الوضع بما يهويان ويريدان. وهنا يبرز السؤال الاتي : هل سيفلحون في هذه الكـرة؟
ترجمة المسرى