المسرى ـ خاص
في خطوة بارزة نحو تعزيز الاستقرار السياسي في العراق، شارك بافل طالباني، رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، في مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في العاصمة بغداد مؤخراً. جاء هذا المؤتمر في وقت حساس يعاني فيه العراق من تحديات سياسية وأمنية، ويحتاج إلى حوار شامل يضم جميع الأطراف السياسية في البلاد، بهدف تحقيق توافقات تؤدي إلى استقرار طويل الأمد.
حضور بافل طالباني وأهمية المشاركة الكردية
يعد حضور بافل طالباني، الذي يمثل أحد أبرز الأحزاب الكردية في العراق، تأكيداً على التزام الاتحاد الوطني الكردستاني بمسار الحوار الوطني وتقديم رؤية واقعية وموضوعية لحل القضايا العالقة بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان. فعلى الرغم من التحديات السياسية المستمرة بين بغداد وأربيل، إلا أن بافل طالباني يُعتبر من الشخصيات السياسية التي تسعى لتحقيق مصالح شعبه مع الحفاظ على وحدة العراق.
موضوعات الحوار
ركز المؤتمر على العديد من القضايا الجوهرية التي تواجه العراق، مثل التحديات الأمنية، والنزاعات الاقتصادية، والمطالبة بحقوق الأقليات. إلا أن النقاش الأبرز كان حول ضرورة تعزيز العلاقة بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان، خاصة فيما يتعلق بملف الموازنة وحقوق الأكراد، والتي تشكل نقطة خلاف رئيسية بين الطرفين.
كما تم التطرق إلى قضايا تتعلق بالاستقرار السياسي، وأهمية تحقيق توافقات قانونية تضمن عدم إقصاء أي طرف من العملية السياسية. هذا النوع من الحوار يساهم في تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف السياسية العراقية ويساهم في بناء أرضية مشتركة لاستعادة ثقة المواطنين في النظام السياسي.
دور بافل طالباني في تعزيز الاستقرار
من خلال مشاركته في هذا المؤتمر، أكد بافل طالباني على أهمية بناء شبكة من العلاقات السياسية القائمة على الحوار والمصالح المشتركة. في كلمته خلال المؤتمر، شدد على أن العملية السياسية في العراق لا يمكن أن تستمر بنجاح إذا تم إقصاء أي طرف أو تم تجاهل حقوق مكونات الشعب العراقي، بما في ذلك الأكراد.
كما لفت طالباني إلى أهمية المصالحة الوطنية والتعامل بحذر مع القضايا الخلافية من خلال آليات ديمقراطية، بعيداً عن الحلول العسكرية أو العنف، وهو ما يعكس التزام الاتحاد الوطني الكردستاني بمبادئ السلام والعدالة في التعامل مع جميع القضايا الوطنية.
الآفاق المستقبلية
تعد مشاركة بافل طالباني في مؤتمر الحوار في بغداد خطوة نحو تعزيز التعاون بين مختلف القوى السياسية في العراق. ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً لتحقيق التوافق الكامل، إلا أن حضور هذه الشخصيات السياسية المؤثرة يعكس رغبة حقيقية في إيجاد حلول مستدامة للأزمات التي يواجهها البلد. وعلى المدى الطويل، فإن مثل هذه المؤتمرات تساهم في بناء بيئة سياسية أكثر استقراراً، مما يعود بالنفع على جميع مكونات الشعب العراقي.