كانت العشائر صمام الامان للمجتمع الخانقيني وكانت جلساتهم لحل الخلافات لم تكن مجرد لقاءات بل محاكم شرف تحسم فيها النزاعات بكلمة الرجال وكان صوت الشيوخ اقوى من اي صوت، يعيد الحقوق ويطفئ الخلافات وكأن الحكمة تسري في دمائهم، الا انه بعد التطورات السياسية والاقتصادية وتجاذباتها، اصبح لجوء الناس الى القضاء والقانون لحل مشاكلهم اكثر من اللجوء الى العشيرة لحل الخلافات.
يقول الناشط المدني سمير علي للمسرى: ان “العشائر هم صمام الامان في كل المحافظات والمناطق العراقية، مشيرا الى ان خانقين واحدة من المناطق التي للعشائر فيها دور كبير في حل المشاكل والنزاعات”.
واضاف، ان “العديد من المشاكل في مدينة خانقين تحل عن طريق العشائر قبل ان تصل الى السلطات او الشرطة او القضاء”.
من جانبه، اوضح المراقب السياسي محمود القيسي للمسرى، ان “الطابع العشائري في الماضي يختلف عن الحاضر، مؤكدا ان ابرز واكثر وابسط المشاكل في الماضي كانت تحل عن طريق اللجوء الى رئيس العشيرة، الا انه بعد التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فان ابرز المتعرضين للمشاكل يلجأون الى القانون وحلها بطريقة قانونية وليس باللجوء الى العشيرة”.
الاعلامي رازن باجلان من جانبه قال للمسرى: انه “التطورات السياسية والاقتصادية التي يشهدها المجتمع العراقي لها دور كبير في تقليص دور العشائر في حل المشاكل وان الناس تلجأ في البداية الى القضاء لحل النزاعات والخلافات بعكس الماضي، فقد كانوا يلجأون الى العشائر لحلها، لكن وبما ان القانون موجود الان فان بامكان الجميع استرداد حقه بموجب القانون واللجوء اليه اكثر مما كان في السابق واللجوء الى العشيرة لحل المشاكل واسترداد الحقوق”.