اعداد .. محمد البغدادي
مثلت انتفاضة شعب كردستان في العام 1991 محطة مهمة من تاريخه ومقارعة الدكتاتورية والحكم البغيض وعكست بوضوح مطلب الكرد بدولة يحكمها العدل والقانون وبكردستان حرة مؤسساتية وكبقية الشعوب التي تحتكم الى العدل والدستور الناظم للقوانين وممارسة الحق الشرعي في التعبير عن الثقافة واللغة فجاءت الانتفاضة وفق هذه الرؤى المشروعة.
فبعد يوم من انتفاضة مدينة رانية بوابة الانتفاضة، هبت الخلايا التنظيمية المسلحة للاتحاد الوطني الكردستاني وجماهير قضاء بازيان وأطرافه الذي كان ناحية في حينها لتنتفض ضد ظلم وطغيان النظام البعثي البائد، حيث تمكن المواطنون المنتفضون من السيطرة على الدوائر الحكومية ومقار الأجهزة الأمنية القمعية للنظام الصدامي الفاشي، في فترة وجيزة ودون أي مقاومة تذكر من قبل أزلام النظام المهزوم.
يذكر أن تحرير بازيان كان له تأثير كبير في انتفاضة وتحرير المناطق الأخرى من كردستان وخاصة مدينة السليمانية، نظرا لموقع بازيان الستراتيجي الذي يقع على الطريق الرئيس كركوك- السليمانية، حيث لم يتمكن النظام المخلوع من إيصال الامدادات الى السليمانية التي انتفضت وتحررت في اليوم التالي 7/3/1991.
ومازال اهالي محافظة السليمانية، يحيون ذكرى انتفاضتهم المباركة بوجه النظام البعثي المقبور في مثل هذه الايام من العام 1991.
وكانت شراراة انتفاضة شعب كردستان قد انطلقت في الخامس من آذار من العام 1991من مدينة (رانيه) التابعة لمحافظة السليمانية.
ويستذكر اهالي (السليمانية) اليوم السابع من اذار من كل عام، الذكرى السنوية لانتفاضتهم المباركة بوجه النظام البعثي وتحرير مدينتهم من براثن الدكتاتورية المقيتة التي جثمت على صدور ابناء شعب كردستان لاكثر من ثلاثة عقود.
ففي السابع من اذار عام 1991 وصلت شرارة الانتفاضة الى مدينة السليمانية لتنتفض بالكامل، حيث استطاع أبناؤها من السيطرة الكاملة على الدوائر الأمنية والادارية فيها، وهروب منتسبيها من عناصر النظام المقبور بعد أن إنهارت أمام الضربات الموجعة التي وجهها لهم مقاتلو الانتفاضة الشجعان، وبذلك تحررت مدينة السليمانية لتشرق شمس الانتفاضة وتزيح الظلام الدامس الذي كان يخيم على هذه المدينة كسائر مدن اقليم كردستان الأخرى.
أبناء الانتفاضة واصلو تقدمهم بخطى متسارعة على طريق النصر والتحرير الذي خضبوه بدمائهم الزكية الطاهرة ليحرروا مدن كردستان الواحدة تلو الاخرى لينتهي بهم المطاف في مدينة كركوك التي حرروها في العشرين من اذار ولينهوا بذلك المرحلة الأخيرة من هذا السفر البطولي الخالد الذي توج بالنصر المبين وتحرير ارض كردستان الطاهرة من دنس ورجس البعث المقبور.
الذكرى الـ34 لانتفاضة شعب كردستان تلك اللحظة التي شكلت نقطة تحول فارقة في تاريخ الشعب الكردي وسمحت لهم بكتابة فصل جديد في نضالهم المستمر من أجل الحرية والكرامة. في 5 مارس من عام 1991، خرج الآلاف من المواطنين الكرد في مدن ومناطق كردستان العراق، متحدين نظام البعث، مطالبين بحقوقهم المشروعة ورافضين سياسات القمع والتهميش التي مارستها السلطات العراقية آنذاك.
كان الشعب الكردي يعاني من التهميش الممنهج والعنف المستمر، خاصة بعد حرب الخليج الثانية عام 1990، حيث أدى القصف المكثف والتدمير إلى تفاقم معاناتهم. لكن انتفاضة 1991 كانت بداية النهاية لحالة القهر والظلم التي عاشها الكرد لعقود طويلة.
عند انطلاق الانتفاضة، كان الشعب الكردي قد وصل إلى قناعة تامة بأن نظام صدام حسين لا يمكن أن يكون حلاً للمشاكل التي تواجههم. وقد شكلت الانتفاضة، التي بدأت في مدينة السليمانية وبقيادة الاتحاد الوطني وتوسعت إلى باقي المناطق الكردية، رفضاً قاطعاً للسلطة المركزية في بغداد ونداءً عالياً للحرية والاستقلال.
ورغم القمع الوحشي الذي تعرض له الشعب الكردي، إلا أن الانتفاضة أسفرت عن نتائج تاريخية تمثلت في إنشاء “المنطقة الآمنة” في شمال العراق، تحت إشراف الأمم المتحدة، ما أعطى للكرد فرصة لتشكيل حكومتهم المحلية والتمتع بحكم ذاتي لأول مرة في تاريخهم.
ومع مرور السنين، ما زالت انتفاضة 1991 تمثل حجر الزاوية في التاريخ الكردي الحديث. حيث تمثل الذكرى فرصة لتجديد العهد بالاستمرار في النضال من أجل حقوق الشعب الكردي في العراق والمنطقة بشكل عام.
واستحضار هذه الذكرى كل عام هو تذكير بعزيمة الشعب الكردي وإصراره على العيش بكرامة. وفي الوقت نفسه، يجب أن تظل هذه الذكرى دافعاً للأجيال الجديدة لمواصلة النضال من أجل حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، فالشعب الكردي اليوم يواصل بناء مستقبله بشجاعة واصرار على الرغم من التحديات والصعاب التي ما زالت تعترض طريقه.
تظل انتفاضة شعب كردستان عام 1991 مصدر إلهام لكل الشعوب التي تطمح للحرية والعدالة، ودليلاً على قوة الإرادة الإنسانية في مواجهة الطغيان.
رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل جلال طالباني اصدر ، بيانا في الذكرى الـ 34 لانتفاضة شعب كردستان المجيدة، مؤكدا ان الاتحاد الوطني الكردستاني بوصفه مهندس الانتفاضة، سيواصل الدفاع عن حقوق شعبنا.
فيما يأتي نص البيان: