أكد الكاتب والسياسي سردار عبدالله ضرورة اصلاح النظام السياسي في اقليم كردستان، داعيا إلى إبرام اتفاق استراتيجي بين الحزبين الرئيسين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني.
وقال عبدالله خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن انتفاضة شعب كردستان في ربيع 1991 أهم حدث خلال القرنين الاخيرين في تاريخ الشعب الكردي، مشيرا إلى أنه ولأول مرة تتأسس سلطة لكيان كردي تدوم طيلة هذه الاعوام والعقود، لافتا إلى أنه للمرة أولى تجرى انتخابات وتتشكل حكومة كردية تحظى بعلاقات وقبول دولي كبير.
سردار عبدالله: الانتفاضة ساهمت في بناء الامة الكردية
وأضاف عبدالله أن الانتفاضة وتأسيس السلطة الكردية أدى إلى نهضة ثقافية كبيرة، وتأسيس صحافة حرة في الاقليم بعد تشكيل الحكومة عقب الانتفاضة، مشيرا إلى ان النهضة الثقافية التي حصلت بعد الانتفاضة هي امتداد لروحية الثورة أيام النضال في الجبال، وهذا شجع بقية أجزاء كردستان وانعكس ذلك بصورة قوية عليها، حيث بات اقليم كردستان محجا للمناضلين الكرد في عموم كردستان والعالم، مشددا على أن الانتفاضة ساهمت في بناء الامة الكردية.
وانتقد عبدالله من يقلل من قيمة الانتفاضة وأهميتها والتي لها منجزات وتأثيرات كبيرة وهائلة، مشيرا إلى أن هناك لغط تجاه بعض الممارسات أو نسبة من الفساد أو ادارة غير موفقة في بعض المفاصل، حيث تم تعميم ذلك على الانتفاضة والثورة الكردية ومهاجمتها، مشددا على أن كل فساد الارض لا يقلل ذرة واحدة من شرعية دم الشهيد، مؤكدا ان الانتفاضة حققت الحلم الكردي في تأسيس كيان كردي وحققت أهدافها بنسبة 100%.
سردار عبدالله: الانتفاضة حققت الحلم الكردي في تأسيس كيان كردي
واشار عبدالله إلى أن الفرد الكردي يختلف عن الفرد العربي في شخصيته، رغم انه مرتبط معه ببعض الخصائص المشتركة، لافتا إلى أن الكردي يختلف بمميزات كثيرة ذكرها الكثير من الباحثين والمستشرقين في كتبهم، مشيرا إلى أن هناك فئة ساخطة على كل شيء في اقليم كردستان وهي أقلية وليست جزءا من الشخصية الكردية، مؤكدا ان هذه الفئة الساخطة أنجزت ما عجز عن انجازه كل من يعادي الشعب الكردي للحط من معنويات شعب كردستان.
ويرى عبدالله ضرورة العمل على استعادة ثقة الفرد الكردي، واحترام إرادته ووعيه، واصلاح مواقع الفساد وسوء الادارة في ادارة الاقليم، لافتا إلى أنهم حذروا من الوصول الى لحظة فقد ثقة الناس منذ بداية القرن الحالي، مشددا على أن الكرد لازالوا في مرحلة تحرير ولا يجب ان نصل إلى مرحلة فقد الناس ثقتها بمنجزاتها التي تحققت، مؤكدا ان اصلاح النظام السياسي في اقليم كردستان من أهم ركائز استعادة ثقة الناس به.
سردار عبدالله: الكرد أمام لحظة مصيرية
وأوضح عبدالله أن الاسراع بتشكيل الحكومة خطوة لإصلاح النظام السياسي، مشيرا إلى أن بإمكان هذه الحكومة وضع اجندة لتقليل نسب الفساد وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وان تتخلى عن المماحكات داخلها لأنها تفقد ثقة الناس، مشددا على أن الكرد أمام لحظة مصيرية ويواجهون تحديات كبيرة، مؤكدا ضرورة وحدة البيت الكردي وتشكيل حكومة موسعة، داعيا إلى اتفاق استراتيجي بين الحزبين الرئيسين في الاقليم وهما الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني في أسرع وقت ممكن، لأن الاقليم امام مخاطر وهذا يفرض على الجانبين الاتفاق وتشكيل حكومة مستقرة تخدم الناس.