بغداد – خاص
في ظل التوسع المتزايد لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في العراق، تستعد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لإطلاق مشروع وطني كبير يهدف إلى تأسيس تحالف وطني للتواصل الاجتماعي، بدعم من الاتحاد الأوروبي.
يأتي هذا المشروع ضمن جهود المنظمة لتعزيز السلام الرقمي، ومواجهة التحديات الناجمة عن انتشار المعلومات المضللة وخطاب الكراهية، ودعم حرية التعبير في الفضاء الرقمي.
لماذا العراق؟
يُعد العراق من الدول التي شهدت نموًا هائلًا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقدر عدد مستخدمي هذه المنصات بأكثر من 36 مليون شخص، معظمهم من الشباب. هذا الواقع أوجد تحديات كبيرة تتعلق بتنظيم المحتوى الرقمي، وحماية المستخدمين من الأخبار الكاذبة، وتطوير خطاب وطني يعكس التنوع العراقي ويعزز الحوار المجتمعي.
في هذا السياق، أكد ضياء السراي، مدير برنامج الاتصال والمعلومات في اليونسكو بالعراق للمسرى ، أن المبادرة تأتي استجابة للحاجة الملحة لتنظيم الفضاء الرقمي، وتمكين المجتمع العراقي من التأثير على سياسات المنصات الرقمية الكبرى.
ما هو التحالف الوطني للتواصل الاجتماعي؟
يهدف هذا التحالف إلى أن يكون كيانًا يجمع بين المؤسسات الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والإعلاميين، والناشطين في المجال الرقمي، بهدف وضع سياسات واضحة تحمي المستخدمين، وتعزز المحتوى الهادف، وتحارب الاستخدام السلبي لمنصات التواصل.
كما يسعى التحالف إلى إعادة النظر في سياسات تعديل المحتوى التي تؤثر على المستخدمين العراقيين، وضمان عدالة المعايير الدولية المطبقة على الحسابات والمنشورات ومحاربة خطاب الكراهية والتطرف والمعلومات المضللة من خلال تعزيز الوعي الإعلامي ورصد المحتوى الضار ودعم صانعي المحتوى العراقيين لتمكينهم من تقديم محتوى يعكس الهوية العراقية المتنوعة، ويحظى بانتشار واسع على المنصات الرقمية.
ورش عمل تمهيدية لتأسيس التحالف
في إطار التحضير لإطلاق هذا التحالف، نظّمت اليونسكو سلسلة من ورش العمل والتدريبات المتخصصة، شارك فيها صحفيون، وأكاديميون، وناشطون رقميون، وممثلون عن جهات حكومية ومنظمات حقوقية ووسائل إعلام، تمت مناقشة أفضل النماذج لإنشاء التحالف، والآليات التي يمكن اعتمادها لتحقيق أهدافه بفاعلية.
التحالف والتعاون مع المنصات الرقمية العالمية
يطمح التحالف إلى أن يكون جسرًا بين العراق والمنصات الرقمية الكبرى مثل فيسبوك، تويتر، وإنستغرام، من أجل تعزيز حضور العراق في صناعة القرار المتعلق بسياسات المحتوى. كما يسعى إلى تقديم مقترحات عملية للحد من حذف المحتوى العراقي أو تقييده دون مبررات واضحة، وهي قضية لطالما أثارت جدلًا واسعًا بين الناشطين والمؤسسات الإعلامية.
خطوة نحو بيئة رقمية أكثر أمانًا