د. سمکۆ شواني
يُعتبر عيد نوروز من أهم الأعياد التي يحتفل بها الشعب الكوردي، حيث يحمل في طياته رمزية عظيمة تمثل بداية جديدة، وتجدد الأمل، ورفض الظلم.
ويمثل نوروز عيدًا للحرية والكرامة، حيث يتم الاحتفال به في يوم 21 مارس من كل عام. لكن، لم يكن عيد نوروز في عام 1991 مجرد احتفال تقليدي لدى الشعب الكوردي في العراق، بل كان مناسبة تاريخية شهدت انتفاضة قوية ضد النظام العراقي الحاكم في ذلك الوقت، خاصة في مدينة كركوك.
عيد نوروز: رمز للحرية والتجدد
عيد نوروز، الذي تعود جذوره إلى العصور القديمة، يرمز في الثقافة الكوردية إلى بداية فصل الربيع وتجدد الطبيعة، لكنه أيضًا يعبر عن نضال الشعب الكوردي ضد الطغيان.
في العصور القديمة، كان نوروز يمثل بداية حقبة جديدة من الانتصارات، حيث كانت الاحتفالات تواكب الثورة والحرية. وبينما كان الكورد يحتفلون بهذا العيد في مختلف مناطق كردستان العراق، كان لهم طموح أكبر في تحقيق الاستقلال والحرية بعيدًا عن الاستبداد الذي مارسه النظام العراقي بقيادة صدام حسين.
انتفاضة الشعب الكوردي في كركوك ٢٠ مارس عام 1991
بعد حرب الخليج الثانية في عام 1991، اندلعت انتفاضة شعبية عارمة في مناطق كردستان العراق، والتي شملت مدينة كركوك. كانت الانتفاضة نتاجًا مباشرًا للظروف السياسية الصعبة التي عاشها الشعب الكوردي في العراق، حيث كان النظام العراقي قد مارس حملات قمعية، مثل حملة الأنفال في الثمانينات، التي أسفرت عن مذبحة جماعية بحق الكورد، فضلاً عن الهجمات الكيميائية التي طالت العديد من المناطق الكوردية.
عقب الهزيمة التي مُني بها الجيش العراقي في حرب الخليج الثانية، فقد النظام العراقي الكثير من قوته العسكرية والسياسية. واستغل الشعب الكوردي هذا الوضع للثورة ضد النظام، حيث تزامن اندلاع الانتفاضة مع عيد نوروز، مما أضفى على الحدث رمزية قوية. في 5 مارس 1991، بدأ من مدينة رانية وباقي مناطق كوردستان العراق خرج الكورد في مظاهرات شعبية تطالب بالحرية والكرامة، ورغم أنهم واجهوا قمعًا عنيفًا من قبل الجيش العراقي، إلا أن الأمل في الحرية كان يتجدد.
الانتفاضة والرد الدولي