الربيع حيث الطبيعة الخلابة في ربوع كوردستان ، نوروز عيد رأس السنة الكوردية حيث الأمل والمحبة بين أبناء البلد الواحد بكوردهم وعربهم وتركمانهم وكلدوآشوريهم.
ومع اطلالة فصل الربيع هذا الفصل الإرجواني تتفتح الأزاهير في صدر المروج مع تغريد (القبج) تغزلاً بآذار ونوروز. نوروز يعني اليوم الجديد للكورد ، قالوا فيه الكثير وكتبوا عنه الكثير بأحرف من نور .
إن عيد نوروز عيد قومي عريق زاخر بمعاني الثورة والتحرر والعنفوان نحتفل به مع مقدم كل ربيع حتى في تلك الحقب الزمنية التي عاش آلامها شعبنا الكوردي يواجه بصلابة اعداء الشعب الذين تمثلوا على الاخص في النظام البائد الذي حاول المستحيل من اجل اطفاء جذوة نيران نوروز وبهجة احتفالاته والقضاء على هيبة المناسبة. و مازالت صور تلك الاحتفالات البهية راسخة في الذاكرة.. فعازفو (الزرنا) والطبول يتوسطون حلقات المحتفلين ليقدموا الموسيقى الشجية التي تثير مشاعر الحضور وتدعوهم الى الرقص في غمرة نسائم آذار، ثم تتسع حلقات كبيرة يتم فيها الرقص وتشابك الايدي وتضرب الاقدام على ايقاع مشوق وممتع يثير الفرح..
عيد نوروز لايختلف عن الاعياد الدينية الاخرى الا انه يحمل قاسما مشتركا في الاحتفال لجميع مكونات شعبنا العراقي ولذا فهو يعد مناسبة سعيدة يجتمع تحت مناخاتها المفرحة اغلب العراقيين وقد ملأت قلوبهم محبة هذا الوطن العظيم ودعاؤهم ان يعم الاستقرار والوحدة بعيدا عن الطائفية او العرقية او القومية..
في الحادي والعشرين من آذار اذ تلبس الارض ثوبا مطرزا بالالوان والعطور المتنوعة، يخرج الناس من المدن رجالا ونساء، شيوخا وأطفالا ينشدون قضاء نهار خارج الروتين اليومي لحياتهم الاعتيادية وفي الاجواء الطليقة.
ونحن نتحدث عن نوروز فمن الواجب ان نذكر مبدعي الامة الذين اولوا المناسبة في العصر الحديث عظيم اهتمامهم وسعوا باخلاص من اجل تواصلها وديمومتها وازدهارها، فقدموا مبادرات واسهامات عظيمة منهم الشاعر والمفكر والصحفي الخالد (پيره ميرد) الذي اعطى المناسبة بعدا وطنيا واجتماعيا كبيرا عبر مبادرته الشجاعة والكريمة التي تمثلت بإحياء عيد نوروز سنويا عند تلة (مامه ياره) المطلة على السليمانية، حيث كان يقوم كل عام بشراء اكوام كبيرة من حطب البلوط اليابس وجمعها فوق التلة المذكورة تمهيدا لاضرام النار فيها مساء وسط حشود ضخمة، وكان پيره ميرد سباقا في اليوم التالي الى انفاق ماله الخاص، رغم امكانياته المحدودة في سبيل اعداد المأكولات وتوزيعها بين الحضور اثناء الاحتفالات الحاشدة المقامة هناك.
تحية لكاوة الحداد الذي فجر ثورة نوروز حين أنقذ شعبه من أعتى ظالم مستبد (ضحاك) وانهال عليه بمطرقته وقتله في عقر داره هكذا تقول الاسطورة..