بشير علي
يُعتبر خطاب الكراهية من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تهدد التماسك بين الشعوب، إذ يؤدي إلى تأجيج العداوات وزيادة التفرقة بين المجتمعات، حتى لو كانت تربطها روابط تاريخية وثقافية مشتركة، وقد شهدنا مؤخراً مثالًا مؤسفًا على ذلك بعد مباراة كرة القدم بين المنتخبين الأردني والفلسطيني، حيث أطلقت بعض الجماهير هتافات مسيئة بحق الشعب العراقي، مما أثار موجة استياء واسعة وأعاد تسليط الضوء على مخاطر الخطاب العدائي في الرياضة والمجتمع عمومًا.
إن الملاعب الرياضية يجب أن تكون مساحة للروح الرياضية والتقارب بين الشعوب، لا ساحة لنشر الكراهية وتعميق الانقسامات، لكن عندما يُستغل الحدث الرياضي لنشر الإساءات، فإن ذلك ينعكس سلبًا على العلاقات بين الدول والشعوب، وقد يؤدي إلى توترات سياسية واجتماعية غير مبررة.
الخطورة الحقيقية لخطاب الكراهية تكمن في قدرته على التأثير في العقول، خاصة بين الأجيال الشابة، حيث يمكن أن يؤدي إلى ترسيخ الصور النمطية السلبية وزيادة التباعد بين المجتمعات. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا في تضخيم هذه الخطابات، مما يستوجب تحركًا جادًا من قبل الحكومات والمؤسسات الإعلامية والمجتمعية لمواجهة هذه الظاهرة بحزم.
يجب أن ندرك أن الشعوب العربية تربطها علاقات تاريخية وثيقة، وأن أي تصرف غير مسؤول من قبل بعض الأفراد لا يجب أن يفسد هذه الروابط، المطلوب اليوم هو تعزيز ثقافة التسامح ونبذ الكراهية، خاصة في المجالات التي من المفترض أن تجمعنا مثل الرياضة والفن والثقافة. فبدلًا من السماح لخطاب الكراهية بأن يفرقنا، علينا العمل معًا لنشر قيم الاحترام والتعايش، لأن الشعوب تبقى أكبر وأقوى من أي خطاب متطرف يسعى إلى تمزيق وحدتها.