تأثيرات تحركات بافل جلال طالباني السياسية
جمال آريز
لقد كان الهدف من الانتخابات المبكرة اصلاح وتجدد النظام السياسي العراقي، وليس محو الموجود منذ الـ 18 عاما الماضية، وفي مقدمته الدستور التوافقي.
ان مصطلح التوافق الذي تبناه الرئيس مام جلال، ظل التمسك به مبعثا لعدم تشظي العراق بالرغم من كل تعقيدات السنوات الماضية.
من الممكن ملاحظة وقراءة عدد من النتائج والتداعيات من تحركات بافل جلال طالباني الحالية وفيما مضى، وعلى صعد الاتحاد الوطني واقليم كوردستان والعراق والاقليم وهي تستحق الوقوف عندها وعليها:
*على مستوى الاتحاد الوطني، فلقد جدد التزامه باستقلالية قرار الاتحاد الوطني السياسي وشدد على استحقاقات الاتحاد الوطني الكوردستاني الانتخابية، مثلما كذّب الادعاءات التي تنشرها الصحافة الصفراء بخصوص الاتفاق والتوافق والتعامل السري بمنصب رئيس الجمهورية وحقوق الاتحاد الوطني.
ان تحركات بافل جلال طالباني اثبتت للجميع ان وحدة القرار السياسي داخل الاتحاد الوطني تستطيع بـ 18 مقعدا برلمانيا خلق تاثيرات وتشكيل لوبيات كبيرة ومؤثرة لاراءه وتوجهاته.
* وعلى صعيد اقليم كوردستان، فعندما يقول بافل جلال طالباني خلال اجتماع مع اعضاء كتلة الاتحاد الوطني في مجلس النواب العراقي: “لن نقبل فرض اي ارادة علينا”، فهو الخطوة عينها التي ينتظرها شعب كوردستان لتحقيق التوازن السياسي وعدم فرض توجه سياسي واحد على مجمل شعب كوردستان.
فهي من وجهة اخرى رسالة لداخل اقليم كوردستان ايضا مفادها انه ولى زمن العنتريات و فرض الذات على جميع الاصوات والاراء المختلفة بالقوة،
وان الاتحاد الوطني سيرعى مجددا التعدد والاختلاف والديمقراطية ولن يسمح بتوجيه كوردستان نحو النظام الشمولي بذريعة الاغلبية البرلمانية واحتكار قطاعي كوردستان المالي والاقتصادي.
*وعلى صعيد العراق فان تحركات بافل جلال طالباني متجهة نحو ما معناه ان الاتحاد الوطني يصبو الى جعل الكورد واقليم كوردستان شريكا فعليا في العملية السياسية بالعراق استنادا الى مصطلح التوافق وسياسة شدة الورد خاصة مام جلال وان يتواجد الكورد في بغداد كما كان في عهد معززا ومكرما ويصبح بيضة القبان في المعادلة العراقية، لا ان يصبح في كفة ضد الاخرى وقلب الوضع العراقي لصالح طرف معين.
*على الصعيد الاقليمي، فان المشهد واضح وضوح الشمس ويراد للعراق الدخول في الصراعات الاقليمية والدولية تحت مسمى “الاغلبية الوطنية” والاغلبية البرلمانية، وهذه هي الاطروحة التي رفضها الاتحاد الوطني وشخص الرئيس مام جلال والكثير من القيادات السياسية الكوردستانية والاطراف الاخرى المشاركة في ادارة الحكم بالبلد منذ بداية تاسيس العراق الجديد وعهد مجلس الحكم، فلقد حاولوا جاهدين عدم الانزلاق الى الصراعات الاقليمية وعدم جعل العراق ساحة لها، لكن ما نلاحظه اليوم هو العكس تماما، اذ ان الخراب والدمار سيطرق ابواب الاقليم قبل العراق.
بامكان الجهات السياسية الاخرى ايضا دعم واسناد تحركات بافل جلال طالباني لسد الطريق على فرض ارادة معينة خارج الاجماع الكوردي والتمسك بمبدأ التوافق وحقوق اقليم كوردستان الدستورية وعدم توريط الوطن وشعب كوردستان والعراق بالصراعات الاقليمية.