جرت العادة في المحافظات الجنوبية على تقديم وجبة المسموطة ( سمك مجفف بواسطة الشمس ) في الأعياد، حيث يمكن للقادمين ، أن يشموا رائحتها تفوح من المنازل والبيوت وتنساب عبر الأزقة والشوارع، في مشهد لا يتكرر كثيرا إلا مرات معدودة خلال العام.
ولا تزال المسموطة الأكلةَ المفضلة لدى سكان الجنوب عامة، وفي محافظة ذي قار خاصة، إذ يتعدى مفهومها من كونها أكلة تقليدية يفضلها الناس في الأعياد على وجه الخصوص، لتكون جزءا من حياة السكان، إذ لا تزال تحظى بالاهتمام الواسع على مدار السنة، رغم التطور والأكلات الحديثة التي دخلت إلى المطبخ العراقي منذ سنوات عديدة.
وعلى الرغم من شهرتها وتداول اسمها في الكثير من المدن والمحافظات العراقية، فإنها بقيت تحافظ على بصمتها وطريقة إعدادها الخاصة في موطنها الأصلي، بلاد سومر.
طريقة تحضيرها
وتاريخيا المسموطة هي أكلة سومرية ولا تزال تؤكل في جنوبي العراق، حيث يتم إعدادها، فبعد صيد السمك ينشر في الهواء أو تحت أشعة الشمس، ويستخدم الخيط لربط بعضه ببعض، ثم يتم خزن الأسماء المجففة، وإذا أُريد استخدامها في الأكل يضاف إليها الماء والبهارات والبصل، والطريقة السومرية لهذه الأكلة لا تزال تمارس إلى الآن وبطقس لا ينسى من قبل العوائل العراقية.
ويستغرق تجفيف المسموطة، في الوقت الحاضر، ما يقارب عشرة أيام، يتم عملها أولا بغسلها وتنظيفها، ثم شق السمكة وتنظيفها من الداخل، ويوضع الملح في باطنها، وتربط في خيط مع مجموعة أسماك، حيث توضع تحت الشمس لتجفّف.
ويختلف طعم المسموطة من سمكة إلى أخرى ومدى الوقت الذي استغرقته في التجفيف، ولعل أبرز الأسماك التي يتم تجفيفها من قبل السكان هي “الشلك والشانك والحمري والخشني والسمتي والبني والكطان”، لكن الطعم المفضل في الطبخ هو سمك “الشلك” عند بعض مناطق ذي قار، بينما تفضل مناطق أخرى “السمتي”، بحسب ما يقول جبار السماك، وهو بائع سمك في أحد أسواق ذي قار، للجزيرة نت.
الموروث الشعبي