قسَّم خبراء علم النفس الضغط النفسي إلى نوعين، أحدهما ضار والآخر مفيد؛ إذ يتسم الضغط النفسي المفيد بأنَّه قصير الأمد، ويحفز القدرات الكامنة في أعماق الإنسان على الخروج، كأنَّه يقول لها يوجد تحدٍّ جديد ينتظرك في الخارج؛ وهذا يؤدي إلى استفزازها وخروجها إلى الملأ، وعلى المقلب الآخر، يتسم الضغط النفسي الضار، بأنَّه يستمر فترات طويلة تستهلك طاقة الإنسان، وربما تسبب له أذى نفسي حقيقي على الأمد البعيد، وهذا النوع من الضغط النفسي يُطفئ ملكات ومواهب الإنسان، بخلاف النوع السابق.
وركزت الكثير من الدراسات والأبحاث على سلبيات الضغط النفسي وأضراره على صحة القلب، والجهاز الهضمي والعصبي، والحالة النفسية العامة للإنسان، وإنتاجيته في الحياة، لكن بينت الدراسات الجديدة وجود فوائد وحسنات يحملها الضغط النفسي.
على سبيل المثال، عندما يكون لدينا مناسبة اجتماعية كحفل زفاف أحد أصدقائنا المقربين، ونتولى نحن الأمور التنظيمية لهذا الحفل، يتولد في داخلنا مشاعر التوتر ونحس بالضغط النفسي حيال تفاصيل الحفل، وكيفية جعله منظماً وجميلاً ويُدخل السرور إلى قلوب الحاضرين، وهنا نلاحظ التأثير الإيجابي لهذا الضغط النفسي الذي هو عبارة عن تحضير لأنفسنا من الداخل للتعامل مع مهمة جديدة، تتطلب التركيز والانتباه وتضيف لنا مهارات الإدارة والتنسيق والتنظيم.
ويوجد اتجاه آخر في علم النفس، يعرِّف الضغط النفسي الضار على أنَّه ضغط عالي الشدة – بصرف النظر عن مدة استمراره – يؤدي إلى التشويش على العمليات العقلية الطبيعية التي تجري في دماغ الإنسان، مثل الطالب الذي ينسى ما درسه من معلومات خلال الامتحان بسبب شدة التوتر والضغط النفسي.
وهذا هو أساس التعامل مع الضغط النفسي من خلال تحويله إلى طاقة إيجابية عبر ربطه بفكرة أو هدف إيجابي، وعلى العكس من ذلك، يكون الضغط النفسي عاملاً سلبياً عندما يرتبط بفكرة الإجبار أو الإكراه وغيرها من الأفكار السلبية.