المسرى .. خاص
يستذكر أهالي قرية بوكد التابعة لمدينة كويسنجق سنويا فعالية السير على الأقدام والعودة من مدينة كويسنجق إلى القرية مشيا على الأقدام كعرف لإحياء تاريخ عمره 20 عاما، حين كان ينقل آبائهم وأجدادهم البضائع والسلع من وإلى المدينة بهذه الطريقة في زمن كانت وسائل النقل قليلة وليست بالسهولة الموجودة حاليا، واليوم يقوم الأبناء بإحياء هذه الفعالية لتعريف الجيل الجديد بالصعاب والمشقات التي كان آبائهم يعانونها لتوفير لقمة العيش والحياة الكريمة لأبنائهم.
عادة متوارثة
أحد المشرفين على رحلة السيرعلى الأقدام والعودة من مدينة كويسنجق إلى قرية ” بوكد” انا آراس خالد أوضح للمسرى” هذه الرحلة هي عادة متوارثة عند أهل قرية بوكد المستمرة منذ حوالي 20 سنة بمشاركة كل الفئات ومن رجال ونساء واطفال صبيان وبنات وحتى الكبار في العمر، هذه العادة تأتي كتعبير لاستذكار الطريق والعودة إلى القرية، بالإضافة إلى كونها رياضة”، مبينا أن “طول الطريق ما بين بوكد وكويسنجق يبلغ حوالي 30 إلى 35 كيلومترا، وبهذا النشاط الترفيهي نقوم بتعريف الأجيال الجديدة بأهمية حب وطنهم وأرضهم والتعريف بتراثهم وجمالية منطقتهم، وتوثيق الروابط الاجتماعية ما بين مواطنيها وساكني المنطقة”.
واكد أن “الجميل والمفرح في الأمر هذا أنه سنويا أعداد المشاركين تزداد في الرحلة وخصوصا من النساء، حيث وصل عدد المشاركين في المسير هذه السنة 154 شخصا، وأعمارهم تراوحت ما بين 8 سنوات إلى 75 سنة “.
تزايد المشاركين
ومن جانبه أشار رزكار سروشت المشرف على فريق بوكد لتسلق الجبال للمسرى إلى ان “هذه الرحلة على الأقدام لاهالي بوكد مستمرة منذ ما يقارب عشرين عاما، حيث تعود بداياتها إلى شخصين هما السيدان( شوقي وجنكي) اللذين كانا يعودان سيرا على الأقدام من كويسنجق إلى بوكد، واستمرا على هذه الحال لمدة 13 سنة”، منوها إلى أنه” سنة بعد أخرى أعداد المشاركين تزداد حبا لإحياء هذا التراث”.
ولفت إلى أنه ” منذ ما يقار ب من الـ7 سنوات والمشرفون على هذا النشاط يقومون مسبقا بإعلان موعد المسير والحضور في الموعد والتاريخ المحدد للبدء برحلة المسير من كويسنجق إلى بوكد”، معربا عن سروره وفرحه بإزدياد اعداد المشاركين في الفعالية سنويا حبا بالرياضة وإحياء لتراث من سبقوهم من أبناء منطقتهم”، مؤكدا أن “هذه السنة من مجموع 154 شخصا شاركو في إحياء الحدث، كان بينهم 82 رجلا و48 إمرأة وباعمار “.
قواعد وضوابط
وبدورها قالت كويستان جلال إحدى المشاركات في المسير للمسرى ” أنا أعمل في مهنة التدريس اختصاصي الرياضة ، وأيضا عضوة في فريق بوكد لتسلق الجبال ، كل سنة حسب مجال ومدى تفرغي أشارك في هذه الفعالية”، مشيرة إلى ان ” لرحلة السير على الأقدام هذه قواعد وضوابط خاصة بها، تعبر عن مدى الالتزام بقواعد الفريق والطريق وكيفية الاستراحة وتناول الطعام “.
تراث خالد
وأضافت “سنويا نقوم بإحياء هذا التراث الخالد، لنستذكر طريقة عيش آبائنا واجدادنا وكيف ساروا على الأقدام من هذا الطريق؟، ومدة الصعاب والمشقات التي عانوها خلال رحلتهم من بوكد إلى مدينة كويسنجق وبالعكس لنقل البضائع والسلع؟، كون ذلك الزمن الذي عاشوه لم تكن وسائل النقل والتنقل بهذا الكم الهائل والسهولة الموجود حاليا .
وتعد قرية بوكد منتجعا سياحيا جميلا يقصده السائحون من كل مكان، حيث تبعد عن محافظة السليمانية حوالي 87 كيلومتر، وهو مكان لاستجمام العائلة والتمتع بالمناظر الخلابة .