ستران عبد الله
ربع قرن على رحيل الاستاذ إبراهيم احمد
رائد التنوير و مجدد الفكر السياسي الكردستاني.
والذي قدم افكار تجديدية بعمق فكري شكل محطة مهمة من تأريخ القرن العشرين بكل منعطفاته وتقلباته في منطقة عرفت بحساسيتها تجاه قضايا الامم المضطهدة وخصوصا الامة الكردية المغلوبة على امرها.
ورغم مرور اكثر من نصف قرن على ثورة إبراهيم احمد في مجال التنظير السياسي والفكري وفي المزج بين البعد القومي والطبقي الاجتماعي وبين الحلم الكردستاني والواقعية الجغرافية حيث الوطن الكردي المنقسم و مايفرضه ذلك من قساوة سياسية و من مرونة احترافية لاتمس الجوهر الأصيل للحركة الكردية.
ورغم مرور ربع قرن على رحيله المفجع فأن اسم هذا المفكر المحنك يتردد دائما بوصفه الرائد الشمولي لكل حقول المعرفة السياسية والفكرية والأدبية.
كان إبراهيم احمد المثال النقي للالتزام المبدئي والدائم بالقيم السياسية المتجددة وقد عانى من اجل ذلك من الكثير من الضغوطات في بيئة شرقية قليلا ما تكون بيئة منصفة للحراك النوعي المبدع . و استخدم في سبيل ذلك الكثير من الأدوات المجتمعية من الصحافة إلى الأدب والسياسة والفكر والنضال الحزبي والثورة المسلحة رغم تحفظه الحق من مساره المتعثر.
ان المسيرة الزكية لفكر بله و اثره الطيب في تطور المجتمع الكردستاني بل والعراقي و تجدده السياسي يبقى مأثرة خالدة في كردستان القرن العشرين يمتد بظلاله الوافرة للقرن الحالي. و الامة العظيمة هي الامة التي تنصف روادها ولو بعد حين، لان ذلك هو الدليل الواقعي والحي على تلكم العظمة التي نحسب ان أمة الكرد لها قسط وافر منها.
وان كل ذلك هو مسألة وقت ليس إلا. والى ذلك الحين؛ تحية للرائد إبراهيم احمد وجهوده المباركة من اجل الانتصار لتيار التجديد في الحركة الوطنية الكردستانية.