المسرى :
تقرير: وقاء غانم
المحيبس ولعبة الصيني وتمر البصرة والخستاوي والزلابية ونومي بصرة اسماء لابرز العادات والطقوس والحلويات الرمضانية المتأصلة والمتوارثة في مختلف المناطق العراقية،والتي مازال العراقيون يحافظون على مزاولتها رغم كل الظروف الصعبة والازمات المتتالية التي عصفت بالبلاد.
ولهذا الشهر في العراق عادات وتقاليد تختلف من محافظة الى اخرى ولكن اغلبها تتمثل بكثرة الزيارات بين الأقارب والجيران تتبادل فيها الدعوات على وجبة الافطار، والتي من شانها زيادة الالفة والمحبة بين العوائل العراقية.
مرحلة التبضع
وأول خطوات الاستعداد له هو الذهاب الى الاسوق والتبضع ، وفي هذا العام واجه المواطنون وخاصة من ذوي الدخل المحدود مشكلة في الاستعداد لاستقبال هذا الشهر وتجهيز المائدة الرمضانية خاصة بعد الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية .
وغالبا تحرص السيدات في المنازل على استقبال مميز وإضفاء طابع البهجة والاحتفال بقدوم رمضان، وذلك بتعليق الفوانيس وأضواء الزينة والأهلة قبل حلول الشهر الفضيل بأيام.
من العادات والطقوس العراقية,في مختلف المناطق العراقية،هو تبادل الأقارب والجيران من قبل سكان الحي الواحد أو البناية الواحدة، للوجبات والوصفات الرمضانية، بين بعضهم البعض.
وتعد هذه العادة دارجة حتى في الايام العادية وليس في رمضان فقط, ولكنها تكثر في الشهر المبارك .
حيث يرسلون كمية من طعام إفطارهم وشرابه للبيوت المجاورة، في تقليد ينم عن تعزيز روح المشاركة والتعاضد، في مثل هذه الأيام الرمضانية، وبما يضفي المزيد من الحميمية والروحانية على أجواء رمضان، ويعزز العلاقات الاجتماعية بين الناس.
شعائر رمضان
ومن الاشياء المميزة في العراق أن غالبية الناس يلتزمون بشعائر شهر رمضان من صيام وصلاة وقراءة للقرآن، أما المساجد فتمتلئ بالمصلين من مختلف الفئات العمرية الذين يؤدون صلاة التراويح, وبعد اتمام هذه الشعائر
مدفع رمضان ..ماقصته ؟
ومن مظاهر شهر رمضان في العراق مدفع الإفطار أو الطوب كما يسمونه العراقيون مدفَع رمضان أو (الطوب) ,والأصل في حكايته أنه يعود الى العصر العثماني, حيث كان يُستخدم هذا المدفع لتنبيه أهل بغداد بموعد الإفطار, وذلك بإطلاق إطلاقة صوتية في الهواء, وكان السبب في استخدام المدفع لإنعدام الإذاعات ووسائل الإعلام آنذاك، وبقي هذا المدفعُ إلى يومنا هذا تقليدا تحرص وسائل الإعلام العراقية الرسمية وغيرها على التمسك به، إلا أن مدفع اليوم هو رسمٌ ثلاثي الأبعاد مصمم بـ (الكومبيوتر)، وينتظره الأطفال خاصة بشغف منقطع النظير قبل آذان المغرب مباشرة
لعبة المحيبس
وتتمثل المحيبس العبة الاكثر شعبية في شهر رمضان وفي اغلب المحافظات العراقية كبغداد ونينوى والانبار ودهوك ومحافظات اخرى وتتمثل هذه اللعبة بجلوس لاعبي الفريقين في صفين متقابلين وقيام أحد اللاعبين بإخفاء المحبس بأيادي لاعبي فريقه، بعد وضعه غطاء على ظهره يحول دون إمكانية تحقق الفريق الآخر بيد من وضع، ثم يسعى لاعب واحد بمساعدة لاعبين آخرين من الفريق الآخر للتعرف على اليد التي دس فيها المحبس من بين الأكف المغلقة، وذلك للحصول على النقاط وعلى المحبس ليكون بيد فريقه، ثم تبدأ عملية البحث عنه من جديد.
وعادة تكون النقاط حسب حجم اللعبة والأشخاص المشاركين، ويمكن أن يتكون الفريق من شخصين أو من مئتي شخص. ووفق مصادر اعلامية فأن لعبة المحيبس أصلها عراقي ويرجع تاريخها إلى العصر العباسي عندما أضاع أحد الخلفاء العباسيين خاتمه ومن ثم عثر عليه، وبالتالي نشأت اللعبة.
لعبة “صيني ظرف”
ولاتختلف ليالي رمضان في محافظة كركوك عن باقي المحافظات فهي الاخرى تتميز بأجواء مسلية , وتعد لعبة ( الصيني ظرف ) التي تمارس من قبل فريقين وتجري اللعبة بين مجموعتين إضافة إلى المشجعينمن ابرز العادات التي يزاولها الاهالي في المحافظة, وتتخلل اللعبة الغناء وإلقاء الشعر والمقابلة بين المطربين الموجودين بالخويرات وعلى سبيل المثال تبدأ المقابلة بإلقاء احد المطربين او الحاضرين بخويرات ويجاوبه مطرب آخر بالخويرات أيضا وعلى نفس السياق والمعنى ويتكرر المشهد من قبل الجانبين ثم يغني الطرفان الأغاني الشعبية الفلكلورية الجميلة وهكذا يقضون الناس أجمل الأوقات في ليالي رمضان المبارك وتقام مسابقات بين المقاهي الموجودة في أحياء كركوك إضافة إلى إجراء مسابقات بين المدن والقصبات حيث يذهب المتسابقون مع مشجعيهم الى مناطق مثل أربيل وداقوق وطوز خورماتو وتبدا لعبة الصينية عادة بعد صلاة التراويح وتستمر حتى السحور ,
لعبة ( الصيني ظرف ) لعبة تعتمد على اخفاء خاتم صغير داخل أقداح مصنوعة من الحديد ترصف جنبا إلى جنب بعضها فوق صينية نحاسية, ويشترك في اللعبة ثلاثة افراد فقط من الفريق الذي قد يتجاوز عدده عشرة اشخاص, يقود الثلاثة أحد اعضاء الفريق الذي يتولى اخفاء الخاتم داخل القدح وراء قطعة من القماش يمسك بطرفيها الاثنان الاخران على يمين رئيس الفريق ويساره بقصد التستر على الصينية
والاقداح
وهي لعبة صعبة تحتاج إلى المهارة والتركيز والقابلية والذكاء وهدوء الأعصاب للعثور على الخرزة المخبأة تحت الفناجين المصنوعة من النحاس الأصفر, او من الحديد وبشكل جميل .وفي بعض المقاهي تشترك فرقة موسيقية التي يكون الطبل والمزمار من أهم الالآت الموسيقية فيها . وفي العادة كان يتم توزيع الحلويات مثل البقلاوة والزلابية على أعضاء الفريقين المتنافسين وعلى الجمهور الحاضر للتشجيع .
تشير مؤسسات رسمية عراقية إلى أن استهلاك الشعب العراقي يرتفع بمقدار الضعف في شهر رمضان، بسبب مائدة الإفطار وتنوعها، مبينة أن أكثر المواد استهلاكا هي العصائر والتمر والرز والعدس.