د. دريد عبدالله – خبير في شؤون النفط والطاقة
أكد الخبير في شؤون النفط والطاقة الدكتور دريد عبدالله، أن إنخفاض أسعار النفط سيؤثر على الاقتصاد العراقي، مشددة على ضرورة وضع الاستراتيجيات لجذب الاستثمار في هذا القطاع.
وقال عبدالله خلال استضافته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن انخفاض أسعار النفط في الاسواق العالمية كان متوقعا وهو أمر طبيعي نتيجة لقرار منظمة أوبك التمسك بالزيادات التي أقرتها وستطبقها خلال الربع الثاني من العام الجاري، مشيرا إلى أن الانخفاض سيستمر مالم تحدث توترات او مشكلات او حروب ضمن نطاق الدول المنتجة للنفط.
وأضاف عبدالله أن العقوبات وزيادة الضرائب من قبل الولايات المتحدة على معظم دول العالم جعل انتاج النفط ينخفض إلى أرقام ضعيفة ويصل الى 63 دولارا للبرميل، لافتا إلى أنه خلال الفترة المقبلة قد تتجه الأسعار نحو الارتفاع الطفيف، مشددا على أن إعلان أوبك هو الذي دفع بأسعار النفط إلى الانخفاض، مشيرا إلى أن العراق سيتأثر بهذه الاسعار المنخفضة للنفط الخام لأن اقتصاده يعتمد بالكامل على وارداته من النفط.
د. دريد عبدالله: إستئناف تصدير نفط كردستان سيغير الأسعار
وعن تأثير إستئناف تصدير نفط اقليم كردستان على الاسواق العالمية، أوضح الدكتور دريد عبدالله أن العراق يصدر أكثر من حصته وينتج أكثر منها، مشيرا إلى إستئناف تصدير تصدير نفط إقليم كردستان لن يؤدي إلى إنخفاض كبير في أسعار النفط، لافتا إلى أن برميل النفط قد ينخفض بضع دولارات في حال تصدير نفط الاقليم لكن السعر سيعود لاحقا إلى وضع الاستقرار.
د. دريد عبدالله: إنخفاض أسعار النفط سيؤدي إلى عجز بالموازنة
واشار عبدالله إلى أن عقود نفط البصرة الخفيف والمتوسط والثقيل التي تم توقيعها هذه الايام لا تزيد عن 60 دولارا للبرميل وهي في المتوسط بين 55 و 56 دولارا للبرميل وهذا بعيد جدا عن السعر التخميني لبرميل النفط في الموازنة العامة والذي حُدد عند 70 دولارا للبرميل، لافتا إلى أن هذا سيؤدي إلى عجز في الموازنة وستقوم الحكومة بسدها من خلال الاقتراض الداخلي.
ودعا عبدالله، الحكومة الى التفكير بشكل حقيقي في قطاع البتروكيمياويات، مشيرا إلى أن العراق من أكبر منتجي البتروكيمياويات في الشرق الأوسط مع السعودية وإيران، مشددا على أنه يجب البدء بخطة واعطاء القطاع الخاص القدرة على الاستثمار وبناء محطات بتروكيمياويات في العراق، لافتا إلى أن هذا سيزيد الواردات، ويجعل قيمة برميل النفط تتضاعف، مشيرا إلى أن العراق بحكم موقعه الجغرافي والجيوسياسي يمكن استثمار هكذا فرص وبناء محطات بتروكيمياويات وتصديرها للدول التي تحتاجها.
د. دريد عبدالله: الحوار الايراني الأمريكي سيطمئن أسواق النفط العالمية
وشدد عبدالله على أن قطاع النفط العراقي بحاجة لأمرين لتطويره، أولهما هو رسم خطة واستراتيجيات تطبقها الحكومة المتعاقبة، وثانيهما هو تعزيز الاستقرار الامني في البلاد، مؤكدا أن هذين العاملين هم المهمين في زيادة الاستثمار في مجال النفط والطاقة، لافتا إلى أن الحكومة تدرك هذا الأمر وبأن العراق بحاجة إلى الاستقرار الامني لجلب الاستثمار في قطاع الطاقة بشكل حقيقي، اضافة إلى وضع خطط حكومية واضحة تنتج استراتيجيات واضحة يمكن للمستثمرين والشركات رؤيتها والقياس عليها للدخول في السوق العراقية من خلالها.