أكّد رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، خلال كلمته في الحفل التأبيني السنوي المركزي الذي أُقيم اليوم بمناسبة يوم الشهيد الفيلي وسقوط نظام البعث البائد، على أهمية استذكار التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء المكون الكردي الفيلي، وما تعرضوا له من ظلم واستبداد وتعسف إبان حقبة النظام السابق.
وقال رشيد : “نستذكر وبألم شديد ما وقع على أبناء هذا المكون الأصيل من انتهاكات جسيمة، وإنصافهم يتطلب حزمة من الإجراءات الجدية”، مشيراً إلى أن بعض القرارات الجائرة التي أصدرها مجلس قيادة الثورة المنحل لا تزال سارية المفعول، مما يستوجب إلغاءها واستبدالها بقرارات عادلة ومنصفة.
وشدد رئيس الجمهورية على أن رئاسة الجمهورية أبدت، وتبدي دوماً، استعدادها الكامل للوقوف إلى جانب حقوق أبناء المكون الكردي الفيلي، مؤكداً أن هذه الحقوق لن تُنسى، وأن الوقت قد حان لمعالجة آثار الماضي الأليم عبر خطوات تشريعية وإدارية فاعلة تضمن العدالة والمساواة.
ودعا رشيد، إلى إلغاء القوانين السابقة المجحفة بحق الكورد الفيليين، مبديا استعداد الرئاسة للوقوف إلى جانب حقوقهم.
وهذا نص كلمة رئيس الجمهورية:
“بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله ..
يستذكر العراقيون في هذا اليوم الذكرى الخامسة والأربعين لواحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية التي عرفها تاريخ العراق المعاصر، إذ نجتمع اليوم مستذكرين جريمة قتل وتهجير ومصادرة أموال الكُرد الفيليين، هذا المكون العراقي الأصيل، صاحب اللمسات الواضحة في بناء الدولة العراقية المعاصرة وحياتها السياسية والوقفات المشهودة وهو يقارع النظام البائد الذي طال ظلمه كل مكونات الشعب العراقي وفي مقدمتهم الكُرد الفيليين.
وإننا إذ نُحي يوم الشهيد الفيلي نستذكر وبألم شديد ما وقع على أبناء هذا المكون الأصيل من ظلم واستبداد وتعسف.
إن إنصاف أبناء هذا المكون تستلزم حزمة من الإجراءات يتعلق بعضها بمجلس النواب، فلا تزال بعض قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل المجحفة سارية المفعول الأمر الذي يستوجب إلغاءها واستبدالها بغيرها، إضافة إلى وجوب تعويض المصادرة أموالهم وممتلكاتهم وعقاراتهم، إذ لم يتم حسب علمنا تعويض كل من تضرر من سياسات النظام السابق، بل ان الاقتصاص القضائي ممن وجه ونفذ هذه الجرائم أصبحت الان ضرورة ملحة إنصافا للضحايا، في وقت بدأت فيه بعض الأصوات تبشر بعودة نظام التفرد والاستبداد.
ومن هذا المنبر ندعو الى العمل الجاد على عدم افساح المجال الى العودة للوراء وتكرار التجربة المريرة التي عانى بسببها جميع العراقيين، فكثير من آثار ومآسي النظام القمعي غير مكتشفة حتى اليوم، وقبل أسابيع قليلة مضت، تم اكتشاف سبع مقابر جماعية في تل الشيخة بمحافظة المثنى، ولا يزال الفحص جاريا على رفات الشهداء للتعرف عليهم وتسليمهم إلى ذويهم.
السيدات والسادة الحضور
إن رئاسة الجمهورية أبدت وتبدي استعدادها الدائم للوقوف إلى جانب حقوق أبناء المكون الكُردي الفيلي، مثلما هي على استعداد للوقوف إلى جانب حقوق أبناء الشعب العراقي كافة، ومن أجل الاستماع لمعاناة أبناء هذا المكون النبيل، تم مقابلة العديد من الوفود والاستماع لمطالبهم وتم تشكيل لجنة متخصصة في رئاسة الجمهورية لمتابعتها.
وإذ ندعوكم جميعا الى توحيد جهودكم من أجل تأريخ وثقافة الكُرد الفيليين والقيام بدوركم السياسي لتحقيق المطالب المشروعة، لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الى السيد النائب الأول لرئيس مجلس النواب الأخ محسن المندلاوي على رعاية هذا النشاط المهم ونشد على أيدي القائمين على هذا الحفل التأبيني متمنين للجميع التوفيق والسداد.