أكد الباحث في شؤون الجينوسايد محمد محمد صالح ضرورة الاهتمام بملف جرائم الانفال بشكل أكبر، مشددا على ضرورة تعويض ذوي الضحايا معنويا وماديا.
وقال محمد محمد صالح خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية، والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن جرائم الانفال هي المحطة الكبرى من جينوسايد الكرد فهي تشمل عدة شرائح من الشعب الكردي، وقد ارتكبت في العام 1988 وراح عشرات الآلاف ضحية هذه الجرائم لا لذنب ارتكبوه سوى أنهم كانوا كردا، مضيفا بأن هذه الجرائم تعتبر ابادة جماعية (جينوسايد) وفق القانون الدولي الصادر عن الامم المتحدة في 1948 وهو اتفاقية منع الابادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها، مشيرا إلى أن معظم الدول الأعضاء في الامم المتحدة صادقوا عليها ومن ضمنها العراق.
محمد صالح: يجب بناء متحف وطني لتخليد ذكرى الانفال
وأضاف محمد صالح أن جرائم الانفال وقعت والنظام الذي ارتكبها بات مقبورا، لافتا إلى أنه من المفروض أن تعتذر الدولة العراقية عن هذه الجريمة، كما فعلت دول عدة حول العالم مثل ألمانيا بالنسبة للهولوكوست والصين ودول شرق آسيا أثناء حكم العسكرتارية مثل اليابان، مشددا على أن المسألة قانونية دولية، والعراق كدولة وريثة للنظام السابق ومن المفروض أن يعتذر عن هذه الجرائم، مشيرا إلى أن المحكمة الجنائية العليا ومجلس النواب والحكومة الاتحادية اعترفوا بهذه الجرائم، متسائلا عن التبعات القانونية لهذا الاعتراف؟ مضيفا أين التعويض الروحي والمادي لهذه الجريمة.
محمد صالح: على الحكومة الاتحادية الاهتمام بإعادة رفات المؤنفلين
وانتقد محمد صالح عدم وجود متحف وطني في اقليم كردستان يخلد ذكرى جرائم الانفال، مشيرا إلى أن ما موجود هي متاحف جزئية وجانبية، لافتا إلى أن الكثير من الدول تشيد متاحف وطنية تخلد ذكرى الجرائم التي تعرضت لها شعوبها، مضيفا كما ان هناك دول تؤسس معاهد تعليمية وهي المسؤولة عن البرنامج التعليمي والتثقيفي للأجيال اللاحقة، وان تربي الناس على فهم ما حصل حتى لا يتم تكرار ذلك مرة أخرى، مشددا على ضرورة أن تهتم الحكومة الاتحادية بإعادة رفات ضحايا الانفال المدفونين في مناطق غرب وجنوب العراق.
وأشار محمد صالح أن ملف الأنفال ربما مسيس وغير مسيس، حيث يتلمس المرء نوعا من التسييس بما يحدث بين حكومة اقليم كردستان والحكومة الاتحادية، مشددا على أن الكرد والشيعة والسنة جمعهم ضحايا لنظام وعلى الجميع الوقوف بمسؤولية أمام جرائم الانفال ونحقق تعويضا نفسيا وماديا لجميع ضحايا جرائم النظام المباد، لافتا إلى أن تعويض بعض الضحايا دون غيرهم يخلق نوعا من الحزازية بين مكونات الشعب، لا داعي لها لان الجميع استشهدوا بأسلحة النظام السابق وخلال جرائمه التي ارتكبها ضد جميع العراقيين، والدولة العراقية بمؤسساتها مسؤولة وكذلك مؤسسات اقليم كردستان.
محمد صالح: هناك رفات مالا يقل عن 100 ألف مؤنفل في صحاري العراق