د. سمكو الشواني
إن حملة الأنفال التي استهدفت الشعب الكوردي في العراق خلال الثمانينيات من القرن الماضي تمثل واحدة من أبشع الجرائم التي ارتُكبت ضد مكوّن قومي داخل دولة. وقد نُفذت هذه الحملة من قبل النظام العراقي آنذاك بقيادة صدام حسين، وتحديداً بين عامي 1987 و1988، تحت إشراف علي حسن المجيد المعروف بلقب “علي كيمياوي”.
لكن يبقى السؤال: لماذا أنفال الشعب الكوردي؟
الجواب يتوزع بين أسباب سياسية، عسكرية، وديموغرافية، يمكن تلخيصها كما يلي:
-
الرغبة في القضاء على التمرد الكوردي: كان الشعب الكوردي يسعى منذ عقود لتحقيق حقوقه القومية والسياسية، من خلال الأحزاب الكوردية التي خاضت نضالاً مسلحاً ضد السلطة المركزية. وقد رأى النظام البعثي في هذه المطالب تهديداً لوحدة الدولة، فردّ بوحشية لا مثيل لها.
-
السيطرة على مناطق استراتيجية: المناطق الكوردية، وخاصة كركوك ومحيطها، تحتوي على موارد طبيعية هامة، أبرزها النفط. وقد حاول النظام تغيير ديموغرافية هذه المناطق عبر تهجير السكان الأكراد واستبدالهم بعرب ضمن سياسة “التعريب”.
-
ترهيب الأقليات وإحكام القبضة الحديدية: كانت الأنفال رسالة دامية لبقية مكوّنات الشعب العراقي، بأن أي تمرّد أو رفض لسلطة النظام سيُواجه بالعنف المفرط.
-
الصمت الدولي: رغم أن الأدلة كانت واضحة، فإن المجتمع الدولي لم يتحرك بشكل فاعل آنذاك، مما أعطى النظام شعوراً بالإفلات من العقاب، وشجّعه على التمادي في استخدام الأسلحة الكيماوية كما حصل في حلبجة.