بشير علي ـ للخبر بقية
انطلقت أعمال الدورة التاسعة من ملتقى السليمانية الدولي، الحدث السنوي الأبرز الذي تنظمه الجامعة الأمريكية في العراق – السليمانية، جامعًا تحت مظلته نخبة من صناع القرار والسياسيين والدبلوماسيين والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم، في لحظة حساسة تمر بها المنطقة، تستدعي تعزيز الحوار والانفتاح وبناء الجسور بين الشعوب والدول.
ويأتي الملتقى هذا العام تحت شعار”عبور الأزمات: آفاق جديدة للتعاون الإقليمي والدولي”، مسلطًا الضوء على التحديات المتصاعدة في الشرق الأوسط، من صراعات مستمرة وتغيرات جيوسياسية، إلى الأزمات الاقتصادية والبيئية، ومقدمًا منصة فريدة لمناقشة سبل تجاوزها عبر سياسات تشاركية وتفاهمات طويلة الأمد.
حضور رفيع ومداخلات مؤثرة
وشهدت فعاليات الافتتاح حضور شخصيات مرموقة على المستويين الإقليمي والدولي، من بينها وزراء خارجية سابقون، ودبلوماسيون من الأمم المتحدة، ومسؤولون في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ممثلين عن مراكز أبحاث عالمية، وصحف دولية، مما يعكس المكانة المتنامية التي بات يتمتع بها الملتقى على خارطة المؤتمرات الدولية.
مشددا في كلمته الافتتاحية، على أهمية “الحوار المفتوح كقيمة أساسية في زمن الاستقطاب والانقسام”، مؤكدًا أن السليمانية “باتت اليوم منبرًا دوليًا للنقاش البنّاء، ومنطقة التقاء للأفكار لا صدامها”.
محاور متعددة ورؤية شاملة
وتتوزع جلسات الملتقى، الممتد على مدى يومين، على طيف واسع من الموضوعات، تشمل الأمن الإقليمي، ومستقبل العلاقة بين بغداد وأربيل، والاقتصاد بعد النفط، وتأثير تغير المناخ، ودور الشباب والمرأة في السياسات العامة.
كما خصصت جلسات مغلقة لمداولات عالية المستوى بين قادة سياسيين من داخل العراق وخارجه، تهدف إلى التوصل لتصورات مشتركة حول المسارات السياسية المستقبلية في البلاد والمنطقة.
السليمانية.. مدينة الحوار والسلام
ويعكس اختيار مدينة السليمانية مجددًا كموقع لانعقاد هذا الحدث، رمزية خاصة، بوصفها مدينة ذات تاريخ ثقافي عريق، وواحدة من أكثر مدن العراق استقرارًا، مما يوفّر مناخًا ملائمًا للتفكير الهادئ والنقاش المسؤول.
تطلعات لما بعد الملتقى
ويأمل منظمو الملتقى أن تسفر مخرجات الدورة التاسعة عن مبادرات ملموسة، سواء على مستوى تعزيز الاستقرار في العراق، أو الدفع نحو تفاهمات إقليمية في ملفات معقدة مثل المياه، الحدود، والطاقة، إلى جانب إشراك أكبر للمجتمع المدني في عمليات صنع القرار.
ومع استمرار الحضور الدولي وتزايد الاهتمام الإعلامي، بات ملتقى السليمانية الدولي علامة فارقة في الساحة السياسية والفكرية في الشرق الأوسط، ومنبرًا يضاهي في تأثيره كبرى المنتديات العالمية.