بشير علي ـ للخبر بقية
في 22 نيسان/أبريل من كل عام، يحيي الصحفيون الكرد والمجتمع الكردي عمومًا “يوم الصحافة الكردية”، وهو ذكرى إصدار أول صحيفة كردية بعنوان “كردستان” عام 1898 في القاهرة، على يد الأمير مقداد مدحت بدرخان، وها هو عام 2025 يشهد مرور 127 عامًا على انطلاق هذه المسيرة الصحفية، التي لم تكن مجرد حبر على ورق، بل كانت صرخة صوت لشعب يبحث عن الاعتراف، الحرية، والهوية.
هذا العام، جاء الاحتفال بيوم الصحافة الكردية في ظل تحولات سياسية وإعلامية مهمة، ومع تزايد التحديات التي تواجه الصحافة الحرة في عموم المنطقة، لا سيما مع صعود الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مهنة الصحافة، والتحديات السياسية والرقابية التي لا تزال تلاحق الأقلام الحرة في بعض المناطق الكردية.
لكن رغم هذه العقبات، فإن الإعلام الكردي شهد في العقود الأخيرة طفرة رقمية ملحوظة، حيث انطلقت العديد من المنصات الإلكترونية والفضائيات التي تبث باللهجات الكردية المتعددة، من سوراني إلى كرمانجي وزازاكي، ما ساهم في تعزيز الهوية الثقافية واللغوية الكردية عبر الحدود.
وبالرغم كم ان الورق كان له سحر خاص، لكن الواقع فرض نفسه اليوم، القراء يبحثون عن الخبر العاجل عبر الهاتف وليس عبر صفحات الجريدة،
في المقابل، يرى البعض في هذا التحول فرصة لتوسيع الوصول، وتجاوز القيود الجغرافية واللغوية، فبفضل الإعلام الرقمي، يمكن للصحفي الكردي اليوم أن يخاطب جمهورًا في مختلف انحاء العالم في آنٍ واحد، ومع ذلك، يظل التحدي قائمًا في الحفاظ على جودة المحتوى، والمهنية، وسط زحمة المعلومات وسرعة النشر.
في ظل هذا التحول، ينادي الكثير من الصحفيين الشباب بإعادة تعريف دور الصحفي الكردي في العصر الرقمي، بعيدًا عن الشكل، وبالتركيز على الجوهر.
صوت بلا حدود
تمثل الصحافة الكردية، منذ نشأتها في المنفى القاهري وحتى اليوم، انعكاسًا لصوت لا يعرف الحدود، صوت تحدى القمع، الهجرة، النسيان، واليوم يتحدى العولمة الرقمية وسط سعيه لحماية الحقيقة والهوية.
وفي الوقت الذي تحتفل فيه الشعوب بحرية الصحافة في شهر أيار المقبل، فإن الكرد يسبقون العالم بخطوة، معلنين في نيسان أن الكلمة لا تموت، وأن من حق كل أمة أن تروي حكايتها – بلغتها، وبصوتها، وبحبرها.