السماوة – بشير علي
زار عشرات من ذوي ضحايا المقابر الجماعية من مدينة السليمانية، مواقع الدفن الجماعي في محافظة المثنى، جنوب العراق، ضمن رحلة تأبينية وإنسانية تهدف إلى إحياء ذكرى الشهداء الذين راحوا ضحية حملات الإبادة الجماعية في تسعينيات القرن الماضي.
وكان في استقبال العائلات عدد من وجهاء وشيوخ العشائر، إلى جانب ممثلين عن الحكومة المحلية ومنظمات المجتمع المدني في المثنى، حيث جرت مراسم استقبال اتسمت بروح الأخوة والتضامن، امتدت لعدة أيام من الضيافة والتواصل الإنساني.
وأعرب الزوار عن بالغ امتنانهم لأهالي محافظة المثنى، مشيدين بالتعامل الأخوي والموقف الإنساني الذي يعكس عمق التلاحم الوطني بين مكونات الشعب العراقي، رغم فداحة الألم المشترك الذي تتركه تلك الجرائم في الذاكرة الجماعية.
وقالت إحدى الزائرات، وهي من ذوي الضحايا: “لم نشعر بالغربة، بل كنا بين أهلنا. هذا الكرم والتعامل النبيل هو رسالة إنسانية لا تُنسى”، مضيفة أن “الزيارة لم تكن مجرد وقوف على قبور أحبائنا، بل لحظة مؤثرة من الوحدة العراقية”.
يُذكر أن المقابر الجماعية في السماوة تعد واحدة من الشواهد الأليمة على حملات الإبادة التي ارتكبها النظام السابق بحق الكورد، لا سيما خلال عمليات الأنفال. ولا تزال هذه المواقع تشهد زيارات سنوية من ذوي الضحايا، في إطار جهود مستمرة للحفاظ على الذاكرة التاريخية وتوثيق الانتهاكات.

