في يوم شهيد الجامعة

كان قصف قلعة دزة 1974خوفا من اتحاد سلاح البيشمركة وقلم المقاومة ووحدة صف البيشمركة والجماهير.

فؤاد عثمان / صحفي وناشط في مجال الإبادة الجماعية

تمر على شعبنا ذكرى حزينة على قلوبنا نحن الكرد، الذكرى 51 لقصف قلعةدزة وانتفاضة جماهير هذه المدينة الصامدة  سنة 1982.

في مثل هذا اليوم قبل 51 عاما وتحديدا في 24/4/1974 وفي إطار سياساته الإجرامية المخطط لها لإبادة الشعب الكردستاني من جهة وخوفا من اتحاد سلاح البيشمركة وقلم المقاومة ووحدة صف البيشمركة والأساتذة وطلبة الجامعة من جهة أخرى، أقدم النظام الدموي البعثي على إتكاب جريمة بشرعة، حيث قام النظام بقصف مدينة قلعةدزة الصامدة وجامعة السيلمانية التي إتخذت من قلعة دزة مأوى ومقرا لها لإالة العملية بأسلحة النابالم المحرمة دوليا.

إستشهد جراء القصف 123 شخصا من المواطنين العزل من أهالي هذه المدينة و طلبة وأساتذة جامعة السليمانية و جرح 400 آخرون وبسبب شدة القصف هدم جزء كبير من مباني قلعة دزة مما أدى الى نزوح عدد كبير من أهالي هذه المدينة. خلفت هذه الجريمة البشعة للنظام البعثي المقبور جرحا في قلوب أهالي هذه المدينة و كردستان برمتها،

يتم احياء ذكرى شهداء هذه الجريمة سنويا، ففي 24/4/1982 وفي سنة 1982 المصادف للذكرى الثامنة لهذه الجريمة نظم أهالي هذه المدينة تظاهر جماهيرية احياءا لذكرى الشهداء و التنديد بجرائم النظام، وواجه المتظاهرين أزلام النظام المباد بالأسلحة والنار راح ضحيتها عدد من المتظاهرين العزل في مقدمتهم المعلمة (سنوبه ر )التي أصبحت رمزا لشهداء قلعة دزة و جريح اعداد كبيرة من المتظاهرين و إعتقال عدد كبير منهم.

لم يقف النظام المقبور عند هذا الحد في تنفيذ سياساته الإجرامية، وفي إطار خططه الرامية وكغيرها من مناطق كردستان هاجم النظام سنة 1989 للمرة الثالثة أهالي قلعة دزة وقام بترحيل أهالي هذه المدينة و قرى بشدر الى مجمعات قسرية ( خبات و داره توو و كوركوسك) في حدود محافظة أربيل و بازيان في السليمانية و مجمعات أخرى و بعيدا عن كل القيم الإنسانية و فرض النظام حضرا على المنطقة أصبحت مدينة قلعة دزة  منطقة محرمة بحيث لم يبقي اي أثر للحياة فيها وأصبحت المنطقة محرمة كليا.

وبعد سقوط النظام سنة 1991 عاد أهالي بشدر النازحين الى أرض آبائهم و قاموا ببناء مدينتهم مرة أخرى و بدلا عن جامعة السليمانية الجريحة بنيت عشرات الجامعات المتقدمة حكومية و أهلية في كردستان.

وبعد تأسيس المحكمة الجنائية العراقية العليا كان ملف الترحيل الإجباري لأهالي بشدره من بين الملفات التي تم التحقيق فيها، وبعد سلسلة من الجلسات أقرت هئية المحكمة بأن جريمة الترحيل القسري لأهالي بشدره و سيد صادق جريمة ابادة جماعية في إطار عمليات الأنفال الإجرامية.

واحياءا لذكرى شهداء قلعة دزة و شهداء جامعة السليمانية قرر مجلس وزراء إقليم كردستان في 4/3/2013 بالأمر المرقم 2262 يوم 24/4 يوما لشهيد الجامعة، مطالبة الجامعات والمعاهد باحياء ذكرى شهداء قلعة دزة في هذا اليوم بتقديم النشاطات الثقافية والعلمية.

ذوو الشهداء الأكارم في الوقت الذي نحي ذكرى شهداء ضحايا قصف قلعة دزة هذه السنة، علينا جميعا العمل من أجل محو آثار هذه الجرائم عن طريق زرع الآمال في قلوب ابناء شعبنا و الأجيال القادمة.

في هذه المناسبة الأليمة ندعو الحكومة العراقية لتنفيذ فقرات المادة 132 من الدستور من أجل تقديم الخدمات الضرورية لأهالي المنطقة ورعاية ذوي الضحايا وتعويض أهالي هذه المنطقة تعويضا عادلا إستنادا الى قرار المحكمة الجنائية العراقية العليا. كما و نناشد الجهات المعنية في حكومة إقليم كردستان سعيها من أجل تعريف الإبادة الجماعية لشعبنا وجعلها من أولويات مهامها.

ونرى من الضروري توضيح هذه الجريمة و جرائم أخرى لأجيالنا القادمة و استغلال تواجد ممثليات الدول و منظمات معنية أخرى خاصة البعثة الأممية للأمم المتحدة لتعريف هذه الجريمة دوليا.

ننحني إجلالا و إكراما لأرواح شهداء قصف قلعة دزة 24/4/1974 وشهداء المظاهرات 1982 في مقدمتهم المعلمة (سنوربه ر) رمز الشهداء و كافة شهداء كردستان

تحية تقدير وإحترام لأهالي بشد ه ر الصامدة.