الكاتب.. طارق العبودي
من العوامل التي لها وقع كبير في تطور وتقدم اي بلد هو بروز النزعة الوطنية وطغيان حب الوطن ومستوى الوعي لدى افراد ذلك البلد ….ويأتي هذا عندما يشعر المواطن بالاطمأنان والامان وتمتد جسور الثقة والتفاني والتضحية وتتطور اواصر المحبة والتعاون بين المواطن وحكومتة والاخلاص لوطنه ….وهذا ما هو مألوف وشائع لدى الدول المتقدمة والتي تدار انظمتها السياسية سواء من الحكومات الرأسمالية او الاشتراكية او الليبرالية ….وجميع الخدمات من تعليم وسكن وضمان صحي وعدالة اجتماعية وحرية التي توفرها تلك الدول لم تأتي من طبيعة النظام وشكله او من خلال تركيبته السياسية وليست هبة او مكرمة منها…..انما هو نتاج جهود ونضال وكفاح المنظمات والجمعيات والاتحادات المهنية والاجتماعية والمدنية والاحزاب الوطنية التقدمية ……وتستجيب الحكومات مرغمة لمطاليبهم وتفعيل وتطبيق مبدأ الحقوق والواجبات بين طرفي المعادلة المواطن والحكومة …ومن هنا ينتج التلاقح والتعاضد والانسجام بين الشعب وحكومتة …..وتبرز ملامح هذا التعاون من خلال اخلاص وتفاني المواطن في عمله وفي التزامه وتطبيقه للقوانين…وفي علاقته مع حكومته …..لانها عملية تبادل مصالح واي تهاون وعدم تنفيذ للحقوق يرفع الشعب صوته عالياّ وينزل للشارع مطالبا بها……لكن نلاحظ في عراقنا القطيعة والتباعد بين المواطن وحكومتة بحيث يصل الى حالة الكراهية والعداء ……….بسبب اهمال الحكومات لحقوق المواطن وطلباتة ….وعدم توفير الخدمة الاجتماعية والانسانية له ….وأغلب المسؤولين يعتبر الوظيفة والسلطة غنيمة وفرصة ثمينة لجني الربح والثروة بطرق غير قانونية وغير شرعية …..على حساب جوع ونقص الخدمات الظرورية والحياتية التي من المفروض توفرها للمواطن ….ناهيك عن ضعف وتشتت القوى السياسية والوطنية والقوى المدنية من ايجاد حكومة تنبثق من رحم المجتمع وبالطرق الديمقراطيةالنزيهة واجبارها والضغط عليهابكل الوسائل القانونية لتوفير الخدمات واعطائهم حقوقهم التي نص عليها القانون والدستور العراقي ……ولهذا يتطلب توطيد هذا التحالف لكل القوى الخيرة من احزاب ومنظمات وجمعيات ونقابات واتحادات للضغط على الحكومات لتستجيب لحقوقهم وتوفير الخدمات وكل متطلبات الحياة العصرية التي تنعم بها شعوب العالم المتقدم …. عندها تمتد جسور الثقة والتعاون بين الحكومة والشعب .
الدستور